تداعيات سلبية لأحداث الشرق الأوسط على اقتصاد ألمانيا
فولكر تراير قال إن التصعيد الأخير لا يفتح مجالا كبيرا لتحسن فرص الاستثمار للشركات الألمانية في المنطقة.
حذرت غرفة التجارة والصناعة الألمانية من تداعيات سلبية على اقتصاد البلاد حال استمرار التصعيد في الشرق الأوسط.
ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، قال فولكر تراير، رئيس قسم التجارة الخارجية بالغرفة، في برلين، الإثنين: "إذا استمرت أسعار النفط الخام في الزيادة حالياً نتيجة استمرار التصعيد، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف زيت التدفئة والديزل والبنزين في ألمانيا أيضاً".
وتأججت التوترات في الشرق الأوسط بفعل التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة وإيران والعراق، بعد ضربة جوية أمريكية قتلت قائداً عسكرياً إيرانياً كبيراً.
وأوضح تراير أنه إذا تم حساب تكلفة ذلك سنوياً، فمن الممكن أن تبلغ تكلفة الزيادة الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي في أسعار الزيت وحدها بنسبة 5%، نحو ملياري يورو بالنسبة الاقتصاد الألماني.
وأشار تراير إلى أن التصعيد الأخير في الوضع لا يفتح مجالاً كبيراً للأمل، في أن تتحسن قريباً الآفاق المستقبلية للأعمال التجارية أو فرص الاستثمار للشركات الألمانية في منطقة شبه الجزيرة العربية وفي الشرق الأوسط.
وتابع تراير: "فضلاً عن ذلك، هناك حالة من الغموض بالنظر إلى إمدادات النفط العالمية.. وعلى الرغم من تردي الاقتصاد العالمي، فإن أسعار النفط ارتفعت باستمرار خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة".
وبحسب بيانات غرفة التجارة والصناعة الألمانية، تدهور حجم التجارة الألمانية- الإيرانية حتى نهاية شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، إلى 1.385 مليار يورو، وهو ما يمثل تراجعاً بنسبة 51% مقارنة بعام 2018.
وأضافت الغرفة أن الصادرات الألمانية إلى إيران تراجعت بمقدار النصف، لتصل إلى 1.212 مليار يورو، فيما تراجعت الصادرات الإيرانية إلى ألمانيا بنسبة 56%، إلى 174 مليون يورو.
وقالت وزارة الاقتصاد الألمانية، الجمعة، إن الوضع المتأزم في العراق لم يسمح إلا بعمل عدد قليل من الشركات الألمانية هناك بصحبة العاملين فيها.
وأعلنت الوزارة أنها تعتقد أن العدد الكلي لهذه الشركات يصل إلى ما بين "35 إلى 40 شركة" (وهي في الأغلب شركات ذات خبرة بالمنطقة).
وتابعت: "تمثل بعض هذه الشركات منافذ تجارية لعدد كبير من الشركات المتوسطة في ألمانيا، ويبلغ مجموع هذه الشركات مع الوكلاء العراقيين بصورة عامة حوالي 250 شركة ألمانية ممثلة بشكل أو بآخر في العراق".
ووفقاً لهذه البيانات تم تصدير بضائع ألمانية إلى العراق خلال 2018 بقيمة وصلت إلى 695 مليون يورو، وتم استيراد بضائع بقيمة 03ر1 مليار يورو.
ويستورد العراق من ألمانيا بصورة رئيسية بضائع استثمارية، مثل الماكينات ووسائل النقل والمنتجات الإلكترونية والأدوية، بينما تستورد ألمانيا من العراق البترول بصفة رئيسية.
وأمس الأحد، هدد الرئيس ترامب بفرض عقوبات على العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في حالة إجبار القوات الأمريكية على الانسحاب منه.
كانت بغداد دعت في وقت سابق القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى إلى مغادرة أراضي العراق.
وقال ترامب أيضاً إن الولايات المتحدة سترد إذا ردت طهران على الاغتيال.