أيام معدودات وتُعقد الانتخابات الألمانية، إليك أهم ما يجب أن تعرفه عنها.
أيام قليلة وتُعقد الانتخابات الألمانية، وعلى الرغم من أن الاستطلاعات تتنبأ بفوز سهل للمستشارة أنجيلا ميركل إلا أنه بعد النتائج الصادمة التي شهدت فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة وإيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا، والتصويت البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يؤخذ أي شيء كأمر مسلم به.
- مناظرة "الفرصة الأخيرة" لخصم ميركل في الانتخابات الألمانية
- مارتن شولتز ينافس ميركل على لقب "المستشارية"
أجابت صحيفة "تلجراف" البريطانية على عدة أسئلة تشرح الانتخابات الألمانية:
متى تُعقد؟
عادة ما تُعقد الانتخابات الألمانية يوم الأحد، وسيصوت الناخبون هذا العام في 24 سبتمبر/أيلول الجاري، وتكون استطلاعات رأي الناخبين بعد التصويت سريعة ودقيقة للغاية وينبغي أن يكون لدينا فكرة واضحة جدًا بشأن الفائز بعد انتهاء التصويت بفترة قصيرة.
لكن يمكن أن تستغرق عملية بناء التحالفات مدة أطول، ومن ثم قد تمر أسابيع أو حتى شهور قبل تشكيل حكومة جديدة.
من هم الأحزاب والقادة الأساسيين؟
في البداية، هناك ميركل (63 عامًا) التي جاءت إلى السلطة لأول مرة في 2005 وكان توني بلير لا يزال رئيس وزراء بريطانيا بينما كان جورج دبليو بوش رئيسًا للولايات المتحدة.
وقادت ميركل حزب يمين الوسط "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" في 3 انتصارات انتخابية متتالية وتسعى الآن لتحقيق الانتصار الرابع، ولكن الاتحاد لا يمكنه تقديم مرشحين في بافاريا.
في المقابل يتشارك في حملات مع الحزب البافاري الأكثر تحفظًا "الاتحاد الاشتراكي المسيحي".
يدخل الحزبان تلقائيًا في تحالف واحد، وأي مقاعد يفوز بها الاتحاد الاشتراكي المسيحي تحتسب ضمن نقاط ميركل، وحاليًا يتصدران استطلاعات الرأي بحصولهما على دعم حوالي 40%.
يُعد الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتن شولتز هو المنافس الرئيسي لميركل، وأشيد به بكونه الرجل الذي يمكنه التغلب على ميركل عندما أصبح الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يمثل يسار الوسط في مارس/آذار الماضي، ولكن هذه المنافسة خفتت ويسجل الحزب حوالي 23% في استطلاعات الرأي.
يشترك الاتحاد الديمقراطي المسيحي مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي في تحالف معًا في الوقت الحالي، ولكنهما يقفان ضد بعضهما البعض في الانتخابات، ويقولان إنهما لا يرغبا في تكرار التحالف الضخم الحالي.
كان يُنظر إلى حزب "البديل من أجل ألمانيا" – المعارض لسياسة الهجرة – على أنه يشكل التهديد الرئيسي لميركل لفترة طويلة من العام الماضي، ولكن تراجع التأييد لهذا الحزب في الاستطلاعات في خضم الاقتتال الداخلي وسلسلة من زلات شخصيات رفيعة المستوى في الحزب، وانخفض دعم الحزب إلى 9% فقط في الاستطلاعات.
من بين الأحزاب أيضًا "الحزب الديمقراطي الحر" الليبرالي الذي كان في تحالف مع ميركل من 2009 وحتى 2013، ويُعتقد أنه يبقى شريكها المفضل، ويعمل الحزب للعودة من جديد بعد خسارته جميع مقاعده في 2013، والآن يصل دعمه إلى حوالي 8% في الاستطلاعات.
أما حزب اليسار فيعتبر شريكًا تحالفيًا محتملًا مع شولتز، ونسبة دعمه حوالي 8% في الاستطلاعات، وهناك أيضًا حزب الخضر الذي يمكن أن يدخل في تحالف مع أيّ من الحزبين الرئيسيين.
ما أهم قضايا المتنافسين؟
ليس من قبيل المبالغة القول بأن هذه الانتخابات يمكن أن يكون لها تأثيرًا خطيرًا على مستقبل أوروبا، فبينما الخيارات ليست جذرية كما كان الحال في الانتخابات الفرنسية – فلا تدعو الأحزاب للخروج الألماني من الاتحاد الأوروبي – إلا أن ألمانيا تعد أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي فضلًا عن كونها قوة بارزة.
وقد زاد النفوذ الألماني في السنوات الأخيرة، إلى الحد الذي يجعل برلين تبدو غالبًا المركز الحقيقي للسلطة، وليس بروكسل، فمنذ انتخابه تودد ماكرون علنًا لميركل في محاولة لإعادة تنشيط الحلف الفرنسي الألماني الذي هيمن على الاتحاد الأوروبي سابقًا، فضلًا عن ضمان دعمها لإجراء إصلاحات بعيدة المدى قد تؤدي إلى اندماج أكثر عمقًا.
هل ستبقى ميركل مستشارة؟
تشير استطلاعات الرأي إلى تأكيد أن ميركل ستظل مستشارة، ولكن بعد أن أخطأت الاستطلاعات المتعلقة بالخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي والانتخابات الأمريكية والبريطانية، لا يأخذ أي مرشح الانتصار بمثابة أمر مسلم به ناهيك عن ميركل.
ومع ذلك، حققت ميركل عودة رائعة منذ تهاوي دعمها في أعقاب سياسة "الباب المفتوح" للاجئين المثيرة للجدل منذ عامين، ولكن لا يزال هناك شعور بأن هجوم إرهابي كبير جديد أو تكرار الاعتداءات الجنسية في كولونيا قد يعرقل حملة ميركل.
ماذا إذا خسرت ميركل؟
إذا خسرت ميركل سيعني ذلك نهاية حقبة، ولكن من المحتمل أن تواصل ألمانيا العمل كالسابق.
ووفقًا لاستطلاعات الرجل فمارتن شولتز (61 عامًا) هو الرجل الوحيد الذي يمتلك فرصة واقعية لهزيمة ميركل، وعلى الرغم من اختلافهما في قضايا محددة إلا أنهما متماثلين بصورة ملحوظة.
وفي وقت سابق من العام الجاري، وصف رئيس واحدة من مؤسسات الاستطلاعات الرئيسية في البلاد شولتز بأنه "ميركل بذقن".
بطريقة ما، هذه الانتخابات هي نوع من الانتخابات التي تصبح قديمة الطراز، حيث يتصارع الحزبان الرئيسيان ليحتلا أرضية الوسط، فيرغب شولتز في إنفاق المزيد من الأموال على الضمان الاجتماعي مقارنة بميركل التي ترغب في إنفاق المزيد على الدفاع مقارنة بشولتز، ولكنهما يتفقان على الاتجاه العام للبلاد.