تقرير ألماني: أردوغان يبحث عن مخرج لورطة "إس 400"
أردوغان يصر في العلن على التمسك بصفقة منظومة "إس ٤٠٠" للدفاع الجوي مع روسيا، لكنه يبحث باستماتة خلف الأبواب المغلقة عن مخرج من الورطة.
يكثف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محاولات البحث عن مخرج من ورطة صواريخ (إس ٤٠٠) الروسية.
فرغم تأكيده في العلن تمسكه بها، والتي لن تتسلمها أنقرة في الأساس في موعدها المحدد سابقاً (21 يونيو/حزيران) الجاري، إلا أنه لا يحتمل غضب القوى الغربية، وفق تقرير مجلة ألمانية.
- "إس 400".. حلقة جديدة من مسلسل الأزمات بين واشنطن وأنقرة
- أمريكا تهدد تركيا: شراء إس-400 سيكون له عواقب وخيمة
ونقلت مجلة دير شبيجل الألمانية، عن مصادر رفيعة لم تسمها، القول إن "أردوغان يصر في العلن على التمسك بصفقة منظومة (إس ٤٠٠) للدفاع الجوي مع روسيا، لكنه يبحث باستماتة خلف الأبواب المغلقة عن مخرج من الورطة التي وضع بلاده فيها".
ويخشى الرئيس التركي التراجع بشكل مفاجئ وغير مبرر عن الصفقة، وما ينتج عنه من خلق أزمة كبيرة جدا في علاقات بلاده مع روسيا التي يحتاجها بشدة في ضوء تعقد الأوضاع في سوريا، بحسب المجلة.
لكن في الوقت نفسه، فإن التمسك باستكمال الصفقة يعني عزلة دولية لتركيا، ويعرض اقتصادها المترنح بالأساس لهزة عنيفة جدا؛ لأن واشنطن لن تتوانى عن فرض عقوبات اقتصادية مؤلمة على أنقرة، وتهميشها سياسيا وعسكريا داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتتخوف واشنطن وقيادة "الناتو" من أن نشر منظومة (إس ٤٠٠) ومنظومة الرادار المصاحبة لها في تركيا يمكن أن يضع يد روسيا على بيانات منظومة الناتو الدفاعية وبيانات مقاتلات "إف ٣٥" الأمريكية.
وبات المخرج الوحيد أمام تركيا، الآن، هو تشكيل لجنة مشتركة مع واشنطن ودول الناتو، لفحص "الثغرات الأمنية" في منظومة الحلف الدفاعية ومقاتلات "إف ٣٥" قبل تسلم المنظومة الروسية.
وفي حال اكتشاف ثغرات بالفعل في المنظومتين، وهذا مرجح، سيكون التراجع عن الصفقة مع روسيا مبررا.
والثلاثاء الماضي، أعلن أردوغان بالفعل أنه قدم عرضا للولايات المتحدة، لتشكيل لجنة مشتركة لمراجعة ملف منظومة الدفاع الجوي في تركيا بشكل عام، ما يعني أنه بدأ السير في هذا الطريق.

فيما قال وزير الدفاع التركي، هولوسي أكار، في تصريحات صحفية مؤخرا، إن بلاده لن تتمكن من تسلم أول مكونات منظومة "إس ٤٠٠"، كما كان مقررا لها في ٢١ يونيو/حزيران الجاري، ونقلت صحيفة "ياني شفق" التركية الموالية للحكومة عن مصادر روسية تأكيدها أن موسكو ستنجح في تسليم أنقرة أولى مراحل المنظومة في الموعد المقرر.
لكن دير شبيجل شددت على أن أردوغان يناور ولن يقوم بتسلم المرحلة الأولى من "إس ٤٠٠" في موعدها المقرر، لأنه لا يريد أن تتعرض بلاده لعقوبات أو توترات يمكن أن تكلفه خسارة الانتخابات البلدية في إسطنبول المقررة ٢٣ يونيو/حزيران الجاري.
وأضافت: "كما لن يحدث أي تحرك باتجاه استلام الصواريخ الروسية، قبل يومي ٢٨ و٢٩ يونيو/حزيران، حيث من المتوقع أن يلتقي أردوغان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش أعمال قمة العشرين في اليابان".
وكانت تركيا قررت في ٢٠١٧، شراء منظومة "إس ٤٠٠" الروسية، بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوي (باتريوت) من الولايات المتحدة الأمريكية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg جزيرة ام اند امز