"إس 400".. حلقة جديدة من مسلسل الأزمات بين واشنطن وأنقرة
البنتاجون أعلن، الجمعة، أنه سيعطي تركيا مهلة حتى نهاية يوليو المقبل للعدول عن شراء منظومة الصواريخ الروسية من نوع "إس-400".
منظومة الدفاع الجوي "إس-400" الروسية، صفقة قد تدفع العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وتركيا إلى حافة الهاوية، في ظل تتابع مسلسل الأزمات بين نظام أردوغان وإدارة الرئيس دونالد ترامب.
فما أن تنتهي أزمة حتى تولد أخرى جديدة، فمن طلب تسليم فتح الله غولن، مرورا بالأزمة السورية ودعم قوات سوريا الديمقراطية والتدخل التركي في منبج، وصولا إلى قضية القس الأمريكي أندرو برانسون.
و أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الجمعة، أنها ستعطي تركيا مهلة حتى نهاية شهر يوليو/تموز المقبل للعدول عن شراء منظومة الصواريخ الروسية من نوع "إس-400".
- أردوغان وأكراد منبج.. هل تتدخل واشنطن لمنع مصير عفرين؟
- أمريكا تهدد تركيا: شراء إس-400 سيكون له عواقب وخيمة
وقالت ألين لورد مساعدة وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، إنه في حال لم تتخل تركيا بحلول 31 يوليو عن شراء نظام صواريخ "إس-400"، فإن الطيارين الأتراك الذين يتدربون حاليا في الولايات المتحدة على طائرات "إف-35" سيطردون.
ولم تكتف لورد بطرد الطيارين فقط بل أشارت إلى أن عقود الباطن الممنوحة لشركات تركية لصناعة قطع غيار لطائرات "إف-35". ستلغى هي الأخرى.
وأرجعت المسؤولة الأمريكية الإنذار إلى كون تركيا أرسلت جنودا لروسيا للتدريب على استخدام صواريخ إس-400.
وأوضح وزير الدفاع باتريك شاناهان إنه وجه رسالة إلى نظيره التركي خلوصي أكار لإعلامه بقراراته وهي خطة لاستبعاد تركيا من برنامج مقاتلات "إف-35" بما في ذلك الوقف الفوري لأي تدريب جديد لطيارين أتراك على هذه المقاتلات إذا لم تغير أنقرة من نهجها.
الانقلاب المزعوم وأزمة غولن
يشن نظام أردوغان حملات اعتقال واسعة في العديد من القطاعات داخل تركيا، بتهمة الانتماء إلى جماعة رجل الدين فتح الله غولن الذي يقيم في ولاية بنلسفانيا في الولايات المتحدة.
وتتهمه أنقرة غولن بتدبير محاولة الانقلاب المزعومة في منتصف يوليو من عام 2016، وهو الاتهام الذي ينفيه الرجل جملة وتفصيلا.
وكشفت وثائق ظهرت في الأونة الأخيرة أن نظام أردوغان دبر محاولة الانقلاب الفاشلة لتصفية المعارضة وتمرير عدد من القوانين التي تتيح له بسط سيطرته على السلطة في تركيا.
دعم الأكراد يفجر غضب أنقرة
قدمت الولايات المتحدة الأمريكية دعما كبيرا لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا خلال قتالها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وهو الدعم الذي رفضته تركيا جملة وتفصيلا وأخذت الأزمة تتصاعد مع بدء قوات سوريا الديمقراطية خوض قتال شرس ضد مقاتلي "داعش" الذين كشفت التقارير الاستخباراتية أن أنقرة ظلت بوابتهم للعبور إلى الأراضي السورية.
وفي مارس/آذار أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في جيب "الباغوز" بشرق سوريا لتنهي دولة "الخلافة" المزعومة التي أعلنها التنظيم.
وامتدت دولة داعش المزعومة في وقت من الأوقات على مساحة تصل إلى ثلث العراق وسوريا، بعد معارك قادتها قوات سوريا الديمقراطية مع التنظيم الإرهابي استمرت لـ5 سنوات.
منبج وعفرين
في اعتداء سافر على السيادة السورية شنت القوات التركية هجومين منفصلين على مدينتي "عفرين ومنبج" ويقطنهما أغلبية كردية.
وفي أعقاب الغزو التركي لمدينة عفرين فرضت قوات أردوغان سيطرتها "الكاملة" على المدنية في مطلع العام الماضي.
ومع محاولة دخول القوات التركية منبج في شمال سوريا قررت واشنطن التحرك على الأرض لبعث رسائل طمأنة إلى حلفائها من الأكراد والعرب.
وأعلن أردوغان أمام أنصاره بحزب العدالة والتنمية الحاكم أن الجيش التركي سيواصل عملياته وصولا إلى الحدود العراقية في عملية أطلق عليها "غصن الزيتون"، رغم التحذيرات الأمريكية التي طالبته بالحد من خطواته العدوانية.
وخرج أردوغان بتصريحات قائلاً: "أمريكا تدعي أنها لا تدعم الإرهاب، ولكن الجميع يرى أنهم يدعمون كل الإرهابيين على حدودنا"..
وطالب القوات الأمريكية بالانسحاب من منبج، التي يسيطر عليها تحالف بقيادة كردية مدعوم من واشنطن منذ استعادته من تنظيم داعش الإرهابي في عام 2016.
ومنبج بدروها تتاخم جزءا من شمال سوريا يسيطر عليه عناصر من المعارضة السورية المسلحة تدعمهم تركيا، بينما تقوم القوات الأمريكية بدوريات في المنطقة منذ نحو عام.
وبعد هذا المسلسل من الأزمات بين واشنطن وأنقرة جاءت أزمة "إس 400" وتلويح الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا، لتصبح دليلا على تصاعد نذر التوتر.
ويمكن أن يؤدي إلى استبعاد تركيا من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، خشية تسريب معلومات على قدر كبير من الخطورة إلى روسيا، وهو الأمر الذي تخشاه واشنطن والحلف.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز