"لا أحد هناك".. وزيرة خارجية ألمانيا تهبط من طائرتها ولا تجد مستقبلين
بعد رحلة طويلة من برلين لنيودلهي، حطت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك الرحال في الهند، لكن بمجرد نزولها من طائرتها كانت المفاجأة.
سافرت أنالينا بربوك إلى نيودلهي لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، حيث كان النقاش الرئيسي حول الحرب الروسية الأوكرانية، قبل أن تسجل عدسات المصورين فيديو المطار.
فوجئت أنالينا بعدم وجود لجنة ترحيب عند أسفل درج الطائرة، حيث كان متوقعا أن تكون هذه اللجنة مكونة من ممثلين عن الدولة المضيفة والسفارة الألمانية، لكنها بدت غاضبة إلى حد ما حين التقطتها عدسات المراسلين المنتظرين.
سرعان ما استدارت وزيرة الخارجية الألمانية إلى اليسار ورفعت يدها اليمنى ثم صرخت ضاحكة في وجه رجلين يرتديان الزي العكسري قائلة: "لا أحد هناك".
كان أحد الرجلين العسكريين من الهند والآخر من ألمانيا، بينما هرع رجل ثالث واعتذر باللغة الإنجليزية لعدم وجود لجنة استقبال، قبل أن ترد بربوك بالإنجليزية: "لا بأس".
أما السفير الألماني لدى الهند فبدا قادما من الخلفية وعانق الوزيرة التي بدأت تستعيد هدوءها ثم ضحكت.
وزارة الخارجية الألمانية حاولت التخفيف من حدة الانتقادات قائلة عبر تويتر: "الخدمة الخارجية هي رياضة متعددة الأوجه.. نحن فخورون بزملائنا الذين يقومون بعمل رائع كل يوم".
وأنالينا بيربوك "42 عاما" سياسية شابة بدأت مهام عملها في عام 2021 كأول وأصغر وزيرة خارجية في تاريخ ألمانيا الاتحادية.
ووصلت بيربوك إلى وزارة الخارجية في برلين بعد حياة سياسية ومهنية شملت محطات نجاح، ولحظات انكسار صعبة، فضلا عن عمل سابق كمستشارة للشؤون الخارجية يمكن أن يوفر لها بعض الخبرة في عملها الجديد.
وبيربوك ليست سياسية وبرلمانية سابقة فحسب، إذ كانت بطلة رياضية في شبابها، وفازت بثلاث ميداليات برونزية في بطولات القفز على الترامبولين.
وتشبه شخصية بيربوك إلى حد كبير شخصية كارلا ديل بونتي، المدعي العام السابق للجنائية الدولية، وعندما يريد المقربون منها وصفها بكلمتين فقط فهما: الشجاعة والتصميم.
لكن لا تملك السياسية الشابة أي خبرة في الحكم، إذ لم تشغل منصبا تنفيذيا من قبل، بل شغلت وظيفة مستشارة في البرلمان الأوروبي، ثم عضوة في البرلمان الألماني منذ 2013، ورئيسة لحزب الخضر منذ 2018.
وتملك السيدة التي توصف بـ"الشجاعة"، وفق تقارير ألمانية، شعبية طاغية في قواعد حزب الخضر، إذ أعيد انتخابها رئيسة للحزب في 2019 بـ97% من الأصوات، وهي خبيرة في السياسة الخارجية والمناخية، وناضلت طويلا من أجل حقوق المرأة والطفل في ألمانيا.
بيربوك تملك تعليما جيدا للغاية، إذ درست العلوم السياسية في جامعة هامبورغ بين عامي 2000 و2004، ثم حصلت على ماجستير القانون الدولي من كلية لندن للاقتصاد في 2005، وتلقت تدريبا في المعهد البريطاني للقانون الدولي.
وبالتزامن مع انطلاق مسيرتها في حزب الخضر، عملت بيربوك كمستشارة في مجال السياسة الخارجية في الفترة بين 2008 و2010، ما يؤهلها لعملها الجديد على رأس الدبلوماسية الألمانية.