أسوأ أيام لوفتهانزا.. حادثة "قديمة" تقود الشركة لساحات القضاء
التحقيقات أشارت إلى أن مساعد الطيار تعمد إسقاط الطائرة فوق جبال الألب بفرنسا يوم 24 مارس 2015
تمثل اليوم الأربعاء مجموعة لوفتهانزا الألمانية العملاقة للطيران، أمام القضاء في مدينة إسن الألمانية، بشأن حادث سقوط إحدى طائرات شركة جيرمان وينجز التابعة لها حيث يعتقد أن مساعد الطيار تعمد إسقاطها.
أقام هذه الدعوى أقارب الركاب الذين لقوا حتفهم في الحادث ضد مجموعة "لوفتهانزا جروب" المالكة لشركة طيران جيرمان وينجز وأكاديمية لوفتهانزا أفييشن ترينينج يو إس إيه للطيران ومقرها الولايات المتحدة.
كان مساعد الطيار الذي كان يعاني من الاكتئاب قد تلقى تدريبه على قيادة الطائرات في هذه الأكاديمية. وأشارت التحقيقات إلى أن مساعد الطيار تعمد إسقاط الطائرة فوق جبال الألب بفرنسا يوم 24 مارس/آذار 2015.
وضمت قائمة ضحايا الحادث 16 تلميذا ومعلمين اثنين من إحدى المدارس الثانوية في مدينة هالترين إم سي في غرب ألمانيا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويتهم المدعون كلا من أكاديمية الطيران وشركة لوفتهانزا بالقصور والإخفاقات وعدم الارتقاء إلى المستوى المطلوب خلال الفترة التي سبقت المأساة، ويطالبون بتعويضات أكبر من تلك المبالغ التي دفعتها شركة الطيران لأسر الضحايا بالفعل.
ومن غير المتوقع صدور قرار من المحكمة بشأن القضية في جلسة اليوم.
وفي سياق منفصل، أكد وزير المالية الألماني أولاف شولتس في مسألة منح مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية العملاقة للطيران مساعدات حكومية محتملة أنه لا بد من إيجاد طرق لا تجعل دافعي الضرائب مختصين فقط بخسائر المجموعة.
وقال شولتس مساء أمس الثلاثاء في تصريحات لشبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية: "يتعين علينا أن نجد قواعد تساهم في توفير سيولة كافية للشركة، لكنها تضمن في الوقت نفسه ألا يقتصر اختصاص دافعي الضرائب على الخسائر، بل لا بد أن يكونوا مشاركين أيضا عندما تتحسن الأوضاع".
وذكر الوزير أنه يتعين بجانب ذلك ضمان ألا تكون الشركة غنيمة سهلة لآخرين، مضيفا أن هناك مقترحات محددة للغاية ومدروسة بعناية لضمان تجنب ذلك.
وكان رئيس الشركة، كارستن شبور، طالب أمس الثلاثاء المسؤولين السياسيين بمراعاة ألا تؤدي المساعدات إلى الاختلال في المنافسة الدولية، مشيرا إلى أن المنافسين من الولايات المتحدة أو الصين بإمكانهم إعادة هيكلة أنفسهم بشكل صحي بمساعدات الدولة في الوضع الحالي، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة ألا يحدث تشوه في المنافسة الدولية عبر نوع وحجم المساعدات الحكومية المختلفة.
وذكر شبور أن لوفتهانزا بحاجة الآن إلى الدعم الحكومي، وقال: "لكننا لا نحتاج إلى إدارة حكومية... لا يرغب أحد في الحكومة الألمانية أيضا في أن تكون لوفتهانزا مدارة من الدولة".
ويُقال إن خطة الدعم الحكومي التي يجري التفاوض بشأنها تبلغ حوالي 10 مليارات يورو (10.9 مليار دولار).
وخلال المحادثات الدائرة بشأن سبل إنقاذ الشركة، التي أوقفت تشغيل أغلب طائراتها، تقاوم لوفتهانزا بشدة حصول الحكومة على حصة فيها إلى جانب عضوية مجلس إدارتها مقابل حزمة المساعدات المالية التي ستقدمها لها.
وترغب لوفتهانزا أن تكون الدولة مجرد "شريك خامل" بمعنى أن يكون دورها محدود رغم تقديمها لمليارات اليورو لمساعدة الشركة.
وبسبب الوقف واسع النطاق لحركة الطيران في أنحاء العالم على خلفية جائحة كورونا، خفضت لوفتهانزا رحلات الركاب إلى الحد الأدنى. وعلى الرغم من من إحالة الشركة عدد كبير من عامليها إلى نظام العمل بدوام جزئي، تتكبد الشركة العديد من التكاليف الثابتة.