أوروبا على وشك انتفاضة خبز.. حصاد الحرب الأليم
حذرت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه من خطر توجه العالم نحو مجاعات جديدة مع ارتفاع الأسعار.
وأفادت الوزيرة قائلة -في تصريحات صحفية- بأن "هناك خطر اندلاع انتفاضات خبز، مثلما حدث قبل 11 عاما في العالم العربي، ومعها موجة جديدة من عدم الاستقرار"، مؤكدة ضرورة أن تتخذ سياسة التنمية في بلادها تدابير مضادة.
كما طالبت شولتسه بمزيد من الأموال لوزارتها في الموازنة التكميلية المنتظرة للدولة، وذلك على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وقالت شولتسه لصحيفة "أوجسبورجر ألجماينه"، اليوم الأربعاء: "إذا أخذنا في الاعتبار عواقب هذه الحرب الرهيبة، فلا يمكنك البقاء مع ميزانية التنمية الحالية"، منتقدة تراجع ميزانية وزارتها هذا العام بنسبة 12.6% مقارنة بالعام الماضي.
تزايد التحديات
وذكرت شولتسه أن التحديات لا تتضاءل بل تزداد اتساعا، ممثلة على ذلك بقضية التغذية العالمية، مشيرة إلى أن روسيا وأوكرانيا شكلتا معا 30% من إجمالي صادرات القمح و20% من صادرات الذرة، موضحة أن برنامج الأغذية العالمي كان يحصل على نصف وارداته من القمح من أوكرانيا.
دعوة لعدم التكالب على الشراء
من جهته ناشد وزير التغذية الألماني، جيم أوزدمير، المواطنين عدم التكالب على الشراء وتكوين مخزونات غير ضرورية بدافع الذعر بسبب الحرب في أوكرانيا وارتفاع الأسعار.
وقال أوزدمير في تصريحات لمحطة "آر تي إل ديركت" التلفزيونية: "رجاء لا تتكالبوا على الشراء، ليس هناك داع لذلك. لقد قمنا بتأمين الإمدادات"، مضيفا أنه أجرى محادثات مع ممثلي القطاع التجاري، وقال: "لقد قالوا أيضا بوضوح شديد إن الوضع لديهم تحت السيطرة، والإمدادات مضمونة!".
ولا يتوقع اتحاد التجارة الألماني نقصا في إمدادات المواد الغذائية بألمانيا رغم الحرب في أوكرانيا. وقال نائب رئيس الاتحاد، بيورن فروم، في تصريحات للقناة الثانية في التلفيزيون الألماني (زد دي إف) أمس: "ليس علينا الترشيد على نحو كبير، هناك مواد غذائية كافية لكل السكان"، مضيفا أنه ليس هناك حاجة أيضا للتكالب على الشراء، وقال: "اشتر فقط ما تحتاجه الآن، عندها سيكون هناك ما يكفي للجميع".
وفي الخلاف حول سبل تخفيف الأعباء عن المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار، يدعو أوزدمير إلى التركيز على تقديم الدعم الغذائي للمعوزين، على عكس وزير المالية كريستيان ليندنر، الذي يدعو إلى خفض أسعار الوقود لجميع المواطنين.
مظاهرات في إسبانيا
وقبل عدة أيام خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع إسبانيا تلبية لدعوة اليمين المتطرف، للاحتجاج على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة والوقود، التي تفاقمت بسبب الأحداث في أوكرانيا.
وتجمع عدة آلاف أمام مبنى بلدية مدريد، ملوحين بالأعلام الإسبانية ورددوا شعارات تطالب باستقالة رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز. وصرخوا "سانشيز، أنت قمامة، خفّض فواتيرنا!".
وشهدت مختلف دول العالم موجة من غلاء الأسعار بسبب ارتفاع أسعار النفط والتي تجاوزت 110 دولارات للبرميل، مع وجود أزمة في سلاسل الإمداد حول العالم.
وفاقم من ارتفاع الأسعار الحرب الأخيرة التي شنتها روسيا على أوكرانيا وقيام الغرب بفرض عقوبات اقتصادية صارمة وسرعان ما ردت روسيا على تلك العقوبات الأمر الذي أضر بالاقتصاد العالمي.