بدعم ألماني .. انطلاق مؤتمر تعزيز الأمن بدول الساحل الأفريقي
المؤتمر الإقليمي يستمر 3 أيام، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأمنية في دول المجموعة.
انطلقت، الثلاثاء، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، أعمال مؤتمر إقليمي حول المرحلة الثانية من مشروع تعزيز التعاون الأمني بين عدد من بلدان الساحل الأفريقي، بدعم من الوكالة الألمانية للتعاون.
وتتزامن المرحلة الثانية من المشروع مع تسارع وتيرة الهجمات الإرهابية ضد بلدين من مجموعة دول الساحل الخمس: بوركينافسو، ومالي، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين والعسكريين، إضافة إلى أزمة نزوح سكان عدد من المناطق في البلدين.
- موريتانيا تتسلم دعما أمريكيا لكتيبتها المشاركة بقوة "دول الساحل"
- مصدر ليبي: حفتر يسعى للتحالف عسكريا مع دول الساحل والصحراء
يهدف المؤتمر الإقليمي، الذى يدوم 3 أيام، إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأمنية في دول المجموعة، من خلال إدراج نماذج تعليمية موجهة خدمة للأهداف الأمنية في المدارس الوطنية لهذه البلدان.
المدير العام للأمن الوطني في موريتانيا الفريق محمد ولد مكت أكد أهمية التكوين المهني المستمر لأفراد الأمن في دول الساحل، لتطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم، ومواكبة ما دعاه "التطورات المتلاحقة في عالم الإجرام وخدمة لفاعلية المجهود الأمني الوقائي لدول المجموعة".
واستعرض ولد مكت التجربة الأمنية لبلاده، معتبراً أنها "متعددة الأبعاد في مواجهة الإرهاب والهجرة السرية والجريمة العابرة للحدود"، مشيراً إلى أنها أثبتت نجاعتها في توطيد الأمن الوطني، على حد وصفه.
بدوره، شدد مامان صامبا سيديكو، الأمين الدائم لمجموعة دول الساحل الخمس، على أهمية هذا اللقاء المخصص للتشاور وتبادل الخبرات بين المؤسسات الأمنية في دول المجموعة، من أجل ما وصفه بـ"بلوغ الأهداف الأمنية والتنموية للمجموعة".
وأشار الأمين لمجموعة دول الساحل إلى أن التعاون بين مؤسسات المجموعة عرف بتطورات كثيرة من خلال العمل المشترك خاصة في مجالات التكوين وتبادل الخبرات والمعلومات ذات الصلة بعملها.
وأشاد صامبا سيدكو، بما دعاه التعاون الألماني الجاد مع الدول المعنية، وأمله في أن تشكل المرحلة الثانية من المشروع وغيره من البرامج والسياسات إضافة نوعية للمجالين الأمني والتنموي في المنطقة، على حد تعبيره.
وأكدت جابرييلا ليندا جيليل، سفيرة ألمانيا الاتحادية المعتمدة لدى موريتانيا، أهمية اختيار نواكشوط لاحتضان أعمال الدورة الثانية من هذا المشروع، معتبرة أن ذلك نابع من أهمية موقعها المحوري ودورها الريادي في المنطقة.
وبينت السفيرة الألمانية أن الهدف من هذا اللقاء هو التشاور بين مختلف الفاعلين في المجال الأمني في دول المجموعة، لتحديد احتياجاتها والإمكانات الواجب توفيرها للعب الدور المنوط بها في المنظومة الأمنية للمجموعة.
وينتشر نحو ألف جندي ألماني ضمن بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما"، ضمن نحو 15 ألفاً من قوات حفظ السلام في مالي، وذلك في إطار البعثة الأممية التي أنشئت بعد سيطرة التنظيمات الإرهابية على شمال مالي في عام 2012 .
وتمكنت القوات الفرنسية من إنهاء سيطرة هذه التنظيمات على المدن في هذه المناطق من خلال عمليتي "السرفال" و"البرخان" العسكريتين عام 2013 و2014.
وأنشأت موريتانيا إلى جانب كل من مالي والتشاد والنيجر وبوركينافسو عام 2014 التجمع الإقليمي المعروف بـ"دول الساحل الخمس"، الذي يستهدف تنسيق جهود دول الإقليم في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.
المجموعة الإقليمية قوة عسكرية مشتركة التي تم إنشاؤها مطلع يوليو/تموز عام 2017، عُهد إليها بتسيير الدوريات في مناطق التوتر بمنطقة الساحل، بدعم من المجتمع الدولي ومانحين تتصدرهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.