خلاف ألماني قطري.. الغاز المسال كلمة السر

في الوقت الذي تبحث فيه ألمانيا عن بديل للغاز الروسي، في ظل العقوبات المفروضة على روسيا، قابلتها بعض المعوقات في اتفاق مع قطر.

قالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن ألمانيا وقطر تواجهان صعوبات في محادثات بشأن اتفاقات طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال وسط خلافات بشأن شروط رئيسية، بما يشمل فترة سريان أي عقد.

وأضافت المصادر أن ألمانيا، التي تهدف لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 88% بحلول 2040، مترددة في قبول شروط قطر لتوقيع اتفاقات لفترات لا تقل عن 20 عاما لتأمين الأحجام الضخمة من الغاز المسال التي تحتاجها لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي.

• إفلاس ألمانيا.. رسائل وتحذيرات من الداخل وروسيا كلمة السر

وقالت المصادر إن قطر، أكبر موًرد في العالم للغاز الطبيعي المسال، تحدد أيضا شروطا من بينها شرط يتعلق بالوجهة من شأنه أن يمنع برلين من إعادة شحن الغاز إلى مناطق أخرى في أوروبا، وهو شرط يعارضه الاتحاد الأوروبي.

ووفقا لـ"فوربس"، تلتزم ألمانيا بتسريع الجهود لبناء محطتين للغاز الطبيعي المسال في إطار اتفاق جديد طويل الأمد مع قطر يهدف إلى تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.

وافقت قطر على العمل على إمداد ألمانيا بالغاز الطبيعي المسال. وأكد الجانب الألماني أن الحكومة الألمانية اتخذت إجراءات سريعة وملموسة لتسريع تطوير محطتين للغاز الطبيعي المسال في ألمانيا للسماح بالاستيراد طويل الأجل للغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا وأن هذا المخطط يحظى بالدعم الكامل من الحكومة الألمانية.

تصر قطر على عقود طويلة الأمد بسبب التكلفة الهائلة للاستثمار في إنتاج الغاز. وتعد الدولة الخليجية بالفعل واحدة من أكبر 3 دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتخطط لزيادة الإنتاج بنسبة 50% بحلول عام 2027.

لطالما أمنت ألمانيا أكثر من نصف غازها الطبيعي ونصف فحمها وثلث نفطها من روسيا. في محاولة أخرى للتنويع، تفكر ألمانيا والنرويج في بناء خط أنابيب هيدروجين لتقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية.

تؤمن ألمانيا 66.1% من غازها الطبيعي من روسيا و11.6% منه من هولندا و20.8% من النرويج و1.5% من مصادر أخرى، بحسب بلومبيرغ.

وقبل رحلته إلى الدوحة، قال هابيك لراديو دويتشلاند فونك إن ألمانيا لديها مخاوف كبيرة بشأن تأمين الإمدادات لفصل الشتاء المقبل.

وحذر من أنه "إذا لم نحصل على مزيد من الغاز في الشتاء المقبل، وإذا تم قطع الإمدادات من روسيا، فلن يكون لدينا ما يكفي من الغاز لتدفئة جميع منازلنا والحفاظ على استمرار قطاعاتنا".

لا تمتلك الدولة الأوروبية أي محطات لاستيراد الغاز الطبيعي المسال خاصة بها، رغم مناقشة ما إذا كانت ضرورية لسنوات.

وأبدت ألمانيا وهي من أكبر مشتري النفط الروسي استعداداها لقبول حظر فوري لإمدادات النفط والغاز الروسيين

كان النفط الروسي، قبل الحرب في أوكرانيا، يمثل حوالي ثلث إمدادات ألمانيا، وقبل شهر، قال هابيك إن بلاده خفضت اعتمادها على النفط الروسي إلى 25% من الواردات.

وتعتمد برلين على ثلث وارداتها من النفط الروسي، و45% من مشترياتها من الفحم، و55% من واردات الغاز من روسيا.

يعمل أكبر اقتصاد في أوروبا، على استبدال كل شحنات النفط من روسيا في غضون أيام بإمدادات من مصادر أخرى، بحسب ما أكد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، مفيدا بأن النفط الروسي يمثل حاليا 12% فقط من إمدادات بلاده.

وقررت ألمانيا منذ أشهر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 مع روسيا، ردًا على اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، فيما اعترف رئيس ألمانيا، فرانك والتر شتاينماير، أن انفتاحه السابق على روسيا ودعمه لخط أنبوب الغاز نورد ستريم 2 كان خطأ.