محاكمة ألمانية لتركها فتاة أيزيدية تموت عطشا في العراق
محامون اعتبروا هذه المحاكمة "سابقة في العالم للجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد ضحاياه الأيزيديين" بالعراق.
شرعت إحدى محاكم ميونيخ في محاكمة داعشية ألمانية متهمة بجريمة حرب وقتل، بعدما تركت فتاة أيزيدية تموت عطشا في العراق، في مقاضاة هي الأولى من نوعها لأحد عناصر التنظيم الإرهابي.
ويعتبر محامو والدة الفتاة وبينهم اللبنانية البريطانية أمل كلوني والحائزة على جائزة نوبل للسلام ناديا مراد، هذه المحاكمة "سابقة في العالم للجرائم التي ارتكبها التنظيم الإرهابي ضد ضحاياه الأيزيديين"، الأقلية الناطقة بالكردية في العراق التي اضطهدها الدواعش اعتبارا من العام 2014.
- "دير شبيجل": مصير 23 داعشية ألمانية بشمالي سوريا يضع برلين أمام معضلة
- القضاء الأمريكي يصفع الداعشية هدى مثنى في دعوى الجنسية
وبدأت محاكمة المتهمة جنيفر (27 عاما)، في ميونيخ تحت حماية مشددة من الشرطة؛ حيث يمكن أن يحكم عليها بالسجن مدى الحياة، بعد أن غادرت ألمانيا للالتحاق بالتنظيم الإرهابي في سبتمبر/أيلول 2014، كما ورد في محضر الاتهام.
ومن يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول 2015، كانت تقوم بدوريات الحسبة المكلفة بفرض احترام قواعد السلوك واللباس التي حددها تنظيم داعش، وهي تحمل السلاح وترتدي سترة ناسفة في مدينتي الموصل والفلوجة العراقيتين.
وكشف محضر الاتهام أنها اشترت مع زوجها في تلك الفترة من مجموعة من السجناء منهم فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات ووالدتها اللتين تنتميان إلى الأقلية الأيزيدية.
وقالت النيابة العامة في بيان: "كانت الفتاة مريضة في أحد الأيام وبللت فراشها. فعاقبها زوج المتهمة بربطها بسلاسل في الخارج في أجواء من الحر الشديد وتركها تموت عطشا بفظاعة"، وأضافت أن "المتهمة تركت زوجها يتصرف ولم تفعل شيئا لإنقاذ الفتاة".
وردا على سؤال، قال محامي الدفاع عن الألمانية علي أيدين لمجلة "دير شبيجل" إن "المسألة تتلخص في معرفة ما إذا كان بإمكان موكلتي أن تفعل أي شيء".
وذكرت الصحف الألمانية أن نورا بي، والدة الضحية التي تعيش حاليا لاجئة في ألمانيا، قالت للمحققين إن المتهمة لم تتدخل إلا بعد فوات الأوان، وقد توفيت الفتاة بسبب الجفاف.
وأوقفت أجهزة الأمن التركية جنيفر جي في أنقرة في يناير/كانون الثاني 2016 عندما كانت تريد استصدار وثائق لها لدى السفارة الألمانية، وبعد أيام نقلت إلى برلين.
لكن لم يتم وضعها في التوقيف الاحتياطي قبل يونيو/حزيران 2018 بعدما أوقفت خلال محاولتها العودة إلى الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا.
وذكرت مجلة "دير شبيجل" أنه خلال محاولتها الفاشلة الأخيرة هذه روت لسائقها كيف تعيش في العراق، إلا أن السائق كان في الواقع مخبرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) الأمريكي ويقود سيارة مزودة بميكروفون.
واستخدمت النيابة العامة هذه التسجيلات لاتهامها، بعد أن أسرّت جنيفر لسائق السيارة بوفاة الفتاة.
وطالب محامو الادعاء المدني الألمان وكلوني وناديا مراد التي استعبدها التنظيم جنسيا في الماضي، بإدانة جنيفر بجرائم ضد الإنسانية وتهريب بشر والتعذيب.
وتخوض كلوني ومراد حملة دولية ليتم الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت ضد الأيزيديين على أنها حملة إبادة جماعية؛ لكنهما لن تحضرا جلسة الثلاثاء.
في التسجيل الذي جرى بدون علمها، تبدو جنيفر، حسب "دير شبيجل"، مدركة لخطورة الممارسات التي واجهتها الطفلة، قائلة: "على ما يبدو كان هذا انتهاكا حتى في نظر داعش".
المجلة الألمانية اختتمت تقريرها بالتأكيد على أن التنظيم الإرهابي فرض عقوبة جسدية على الزوج، بينما ذكرت مجلة "سوددويتشه تسايتونغ" أن الرجل يدعى طه صباح نوري جي، وموجود حاليا في المنطقة الحدودية التركية العراقية.
aXA6IDMuMTUuNi4xNDAg
جزيرة ام اند امز