التطرف ينهش "الشباب".. ألمانيا تطوق "رياح النازية"
يتمدد التطرف اليميني في ألمانيا بشكل مطرد، يخطط لانقلابات ويحاول اختراق الحياة السياسية، وأخيرا يستهدف الشباب.
وفي هذا الإطار، أعلنت هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، قبل أيام، أن منظمة الشباب التابعة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" (يمين متطرف) تخضع للمراقبة باعتبارها حالة مؤكدة من التطرف اليميني، بعد أن كانت حالة يمينية متطرفة مشتبه بها في السنوات الماضية.
وتابعت الهيئة أنه بالإضافة إلى منظمة الشباب التابعة لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، تم تصنيف منظمتين أخريين، هما منظمة "معهد سياسة الدولة" ومنظمة "واحد في المئة"، باعتبارهما حالتين مؤكدتين من التطرف اليميني كذلك.
وكان المكتب الاتحادي لحماية الدستور يصنف في السابق الثلاث منظمات مما يسمى بـ "اليمين الجديد" كحالات يمينية متطرفة مشتبه بها.
وتعليقا على هذه الخطوة، قال رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور، توماس هالدينفانغ: "لم يعد هناك أي شك في أن هذه المنظمات الثلاث تسلك مساعي مناهضة للدستور، ولذلك تم تصنيفها ومعالجتها من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستور كمحاولات يمينية متطرفة مؤكدة".
ووفق هيئة حماية الدستور، فإن " منظمة الشباب التابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا تنشر مفهوما عرقيا للمجتمع قائما على افتراضات بيولوجية أساسية".
في المقابل، أعربت قيادة حزب "البديل من أجل ألمانيا" عن غضبها حيال تصنيف منظمة شباب الحزب من جانب الأجهزة الأمنية في ألمانيا كمنظمة يمينية متطرفة.
وقال رئيسا الحزب اليس فايدل، وتينو شرابولا في بيان كتابي:" لا يتوافر لدينا حاليا تبرير ولا مستندات تجعل هذه الخطوة مفهومة. بالطبع سندرس استخدام الوسائل القانونية".
وبخلاف منظمة الشباب في حزب البديل لأجل ألمانيا، تستهدف هيئة حماية الدستور عضو برلمان ولاية سكسونيا عن نفس الحزب، ألكسندر ويزنر، على خلفية "بذله جهودا متطرفة".
ولاقى استهداف هيئة حماية الدستور، لمنظمة وسياسي من حزب البديل لأجل ألمانيا، وهو الحزب الذي يربطه كثر في البلاد بـ"النازية الجديدة"، ارتياحا في الأحزاب الأخرى.
واعتبر ألبريشت بالاس، السياسي بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، أن الخطوة قد تأخرت، مؤكدا أن "الديمقراطية المحصنة جيداً لا تسمح لأعداء الديمقراطية بالرقص على أنوفها".
وتابع: "من خلال مراقبة هيئة حماية الدستور لمنظمة شباب حزب البديل لأجل ألمانيا، آمل أن نحصل على رؤى يمكننا استخدامها لصد أنشطة اليمين المتطرف".
بالنسبة للسياسية اليسارية كريستين كوديتز، فإن قرار مكتب حماية الدستور مفهوم، موضحة: "جاء متأخرا، لكنه يتفق مع آراء الخبراء".
فيما يرى السياسي في حزب الخضر، فالنتين ليبمان، الأمر بالمثل، واصفا منظمة شباب حزب البديل لأجل ألمانيا بأنها "نقطة تجمع أعداء الدستور".
وكان اليمين المتطرف حرك مخاوف وجدلا كبيرين في نهاية العام الماضي، إثر تفكيك السلطات خلية تابعة لأحد منظماته تعرف بـ"مواطني الرايخ"، وكانت تخطط لانقلاب على نظام الحكم.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA= جزيرة ام اند امز