ألمانيا تلقي بثقلها خلف الصناعات الدفاعية
في عام 2014 أبدى زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية حينها امتعاضه من الإلحاح على تحديث الصناعات الدفاعية قائلا "أنا غير مهتم بصناعة الموت".
لكن على ما يبدو تغير كل شيء الآن، فألمانيا التي اعتبرت بعد سقوط جدار برلين عام 1989 وإعادة الوحدة عام 1990، أن عهدا من السلام قامت دعائمه، تواجه وضعا جديدا.
وإزاء ذلك قال متحدث باسم وزارة الاقتصاد الألمانية، اليوم الأحد، إن برلين تعد تقريرا بمقترحات تستهدف تحديث الصناعات الدفاعية في البلاد، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأضاف المتحدث "أستطيع أن أؤكد أن الحكومة تعمل على تقرير استراتيجي لتحديث صناعة الدفاع والأمن، ويجري تطويره في عدة إدارات"، في تأكيد لتقرير سابق نشرته صحيفة هاندلسبلات.
وكانت الصحيفة ذكرت أن التقرير الاستراتيجي سيتضمن بنودا من شأنها أن تسمح بالموافقة سريعا على بناء مصانع أسلحة في ألمانيا.
وقالت هاندلسبلات إن الائتلاف الثلاثي في ألمانيا يعتزم تبني هذه الوثيقة في أغسطس/آب المقبل.
وتأتي هذه الأنباء بعد فترة وجيزة من اتفاق شركة راينميتال الألمانية لصناعة الأسلحة ونظيرتها الإيطالية ليوناردو هذا الشهر على تأسيس مشروع مشترك لإنتاج دبابات وأنظمة دفاع أخرى.
وكانت الحكومة الألمانية قررت تأسيس صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش، إلا أن هذا القرار اصطدم بحقيقة مفادها أن عملية تسليم الأسلحة التي جرى التعاقد لشرائها سوف تستغرق سنوات.
ولم تكن هذه هي المشكلة فقط، فعلاوة على السنوات التي ستتطلبها إنتاج الأسلحة لا يتم تصنيع غالبية المعدات العسكرية داخل البلاد.
لذلك بدت خطوة تحديث الصناعات الدفاعية ضرورية لبناء جيش حديث يمكنه أن يواجه ظرفا متغيرا في أوروبا بعد أن تزايدت التهديدات الإقليمية في ظل حرب في الإقليم.
ويقول خبراء إن دعوة الحكومة للشروع في عصر جديد على صعيد السياسة الدفاعية لم تترسخ بعد في أذهان العديد من الألمان، وهو ما ظهر في المظاهرات الرافضة لإنشاء مواقع جديدة لإنتاج الأسلحة، على ما أفاد في تقرير سابق موقع "دويتشه فيله".
تهديد آخر
وتواجه ألمانيا تهديدا روسيا بعد أن أعلنت واشنطن عزمها نشر أسلحة استراتيجية في البلد الحليف في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وردا على الرغبة الأمريكية لم تستبعد روسيا نشر صواريخ نووية، ما يعني أن جميع الخيارات مطروحة في سياق بالغ التعقيد.
وقبل أيام قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو لا تستبعد عمليات نشر جديدة لصواريخ نووية، ردا على خطط الولايات المتحدة بنشر أسلحة تقليدية بعيدة المدى في ألمانيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ريابكوف قوله إن الدفاع عن منطقة كالينينغراد الروسية، الواقعة بين بولندا وليتوانيا، هما من الدول الأعضاء في الناتو، يحظى بتركيز خاص.
وأمام هذه التحديات تقف ألمانيا في مفترق طرق بشأن الطريق الذي ستسلكه خاصة في ظل شكوك بشأن استمرار الدعم الأمريكي في ظل احتمالات نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي أوائل العام الجاري قال نائب المستشار الألماني وزير الاقتصاد روبرت هابيك، الذي ينتمي إلى حزب الخضر، إنه لا يمكن "الاعتماد على الولايات المتحدة لسداد فاتورة كل شيء أو في توفير المواد اللازمة ما يعني ضرورة تكثيف الإنتاج العسكري، خاصة في مجال الصناعات الدفاعية والتسليح حتى على الصعيد الوطني.. كل هذا يحتاج إلى إعادة تنشيط".
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA== جزيرة ام اند امز