تفتيش على القيادات العسكرية بعد فضيحة هزت الجيش بألمانيا
المسؤولون بوزارة الدفاع الألمانية قالوا إنهم سيجرون تحقيقات في المستويات العليا ويراجعون معنى قيمة الولاء بين الجنود
قرر مكتب الهجرة واللاجئين في ألمانيا مراجعة ما لا يقل عن ألفي ملف لطلبات اللجوء بعد فضيحة اللاجئ المزيف التي هزت أركان الجيش الألماني، فيما قرر الجيش من ناحيته إجراء تحقيقات وتفتيش في مستوياته العليا.
ووفق ما نقله موقع "دويتش فيله" عن صحيفة "فرانكفورته آلجماينه تسايتونج" الألمانية في عددها الجمعة، فإن مصادر بوزارة الداخلية تحدثت عن أن سلطات الهجرة تبحث في وجود اختلالات عميقة في تعامل أجهزة الأمن مع ملف اللجوء.
وفجَّر هذا الأمر اكتشاف أمر ضابط أطلق عليه "فرانكو إيه" -لم يتم الكشف عن اسمه الحقيقي- تنكر في شكل لاجئ سوري وتمكن من الحصول على موافقة من السلطات على طلبه باللجوء، ما كشف خللًا أمنيًا وتساهًلا تخشى ألمانيا من أن يكون الكثير من الإرهابيين أو المجرمين استغلوه وتسللوا للبلاد في ثوب لاجئين.
وتردد أن الضابط الذي يبلغ من العمر 28 عاما لديه شركاء أحدهم طالب نشأ مع "فرانكو إيه" في مدينة أوفنباخ واعتقل الأسبوع الماضي أيضا.
وذكرت وزارة الدفاع الألمانية، يوم الخميس، أنه تم العثور بحوزته على ذخيرة ومعدات عسكرية تم الحصول عليها من الجيش الألماني.
وبحسب التحقيقات الأولية، فإن الضابط كان ينوي التخفي في صفة لاجئ للقيام بأعمال عنف ضد عدد من السياسيين السابقين والحاليين في البلاد.
وأثارت هذه القضية تساؤلات أيضا حول كيفية استطاعة " فرانكو إيه"، الذي ادعى أنه بائع فاكهة من دمشق، تسجيل نفسه كلاجئ سوري رغم أنه لا يتحدث العربية مطلقا.
وألغت وزيرة الدفاع فون دير لاين زيارة كانت مقررة إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لتركز اهتمامها على تلك القضية التي لقيت انتقادات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والأحزاب اليسارية في البلاد.
ومن ناحيته، أعلن فولكر فيكر، المفتش العام للجيش الألماني، عزمه إجراء تحقيقات في المستويات العليا للجيش للكشف عن أبعاد فضيحة فشل القيادات العسكرية الوسطى في كشف أمر الضابط "فرانكو أ".
وأضاف فيكر، في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ARD)، أن هذه التحقيقات لا تعكس اشتباها عاما في القيادات الوسطى، ولكنها وليدة قلق محق من أن تكون "آليات التطهير الذاتي لم تفعل مفعولها الذي كنا نرغب فيه".
كما تحدث المفتش العام عن أن الولاء بين الجنود يجب أن يعاد النظر في معناه الحقيقي، في إشارة على ما يبدو إلى ضيقه من عدم تبليغ الجنود عن زملائهم ذوي الميول الإجرامية أو الإرهابية.
وتشير التحقيقات إلى وجود شبكة محدودة من المتطرفين اليمينيين الداعمين للضابط المذكور في صفوف الجيش.
وبحسب "دويتش فيله" فإن الأيديولوجية اليمينية المتطرفة سائدة في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما، وهم يشعرون بجاذبية من خلال التمرين على الأسلحة والقيادة داخل الجيش.
لكنه لا يمكن طرد يمينيين متطرفين بسهولة؛ لأنه يجب أولا على المحاكم أن تثبت تلك القناعة اليمينية المتطرفة.
وحسب وزارة الدفاع الألمانية، فإن مفتشي الجيش عثروا خلال زيارة لهم في مدينة إلكيرش الفرنسية حيث عمل الضابط المعتقل هناك ضمن قوات ألمانية فرنسية مشتركة على صليب معقوف (رمز النازية) محفور على جدران وبنادق قتالية في الثكنة العسكرية.
كما أنه وفقا لعدد من وسائل الإعلام الألمانية، فإن الرئيس الألماني السابق يواخيم جاوك ووزير العدل هايكو ماس ضمن قائمة مشبوه في أن الضابط كان يعتزم ارتكاب أعمال إرهابية ضدها.
وهذه الواقعة تأتي بعد شهر من واقعة أخرى دعت وزارة الدفاع لإعادة النظر في مسيرة الجيش.
فقد سبق أن أعلن الجنرال فولكر فيكر عن أن الجيش شرع في سلسلة إصلاحات هيكلية بعد فضيحة استخدام العنف والإذلال الجنسي للجنود، والتي هزت مركزًا للتدريب على العمليات الخاصة في جنوب البلاد.
وقال فيكر في مارس/آذار الماضي إن قادة في مركز فولندورف للتدريب تقاعسوا عن منع طقوس وممارسات وصفها بـ"المهينة وعديمة الذوق" التي تورط فيها جنود ومجندات أثناء التدريب.
aXA6IDE4LjIyMS4yMTcuMTAwIA== جزيرة ام اند امز