صادق البرلمان الألماني، قبل ثلاثة أيام، على حزمة قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب على الأراضي الألمانية.
وقد شملت هذه القوانين حظر رفع أعلام وشعارات الإخوان و"حماس"، المدعومة من إيران.
ولعل مداخلات النواب الألمان، خلال جلسة المصادقة آنفة الذكر، تطرقت إلى مسألة مهمة للغاية حول العالم، وفي الشرق الأوسط تحديداً، وهي استغلال الإخوان -كجماعة إرهابية- لكل الأحداث والنكبات الإنسانية، بغية تنظيم صفوفها وصفوف العصابات التي ترتبط بها، بل الأخطر من ذلك، محاولتها بعث الفكر المتشدد من رقاده بطريقة جديدة.
وبعيد الأحداث الأخيرة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، برزت إلى الواجهة مجدداً تنظيمات متطرفة عبر منصات إعلامية وغير إعلامية، تبحث عن مكانٍ لبث أفكارها وسمومها في أذهان الشباب العربي، مستغلةً ما جرى ويجري في فلسطين.
ويتقن الإخوان -لكونهم أصل كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة- اللعب على وتر العواطف وإطلاق كمٍ هائل من شعارات التضامن المزيفة، وحملات التبرعات المالية، التي يتم من خلالها إفراغ جيوب البسطاء والأغنياء على حد سواء، من أجل تمويل مشاريع إرهابية ومخططات تخريب.
هنا يجب التفريق بين القضية الفلسطينية كقضية شعب ينشد قيام دولته المستقلة عبر التفاوض والسلام المستدام، وبين تنظيمات مسلحة تزعم "مقاومة الاحتلال"، وتعتمد في برامجها على أدبيات العنف لدى "حسن البنا" و"سيد قطب"، فضلا عن أجنداتها الخارجة عن المألوف والمعقول والمقبول شعبياً وسياسياً، بل ودينياً.
وعلى الدول العربية أن تتنبه إلى خطر المواجهة مع أي تنظيم من هذه التنظيمات، ينشط أحياناً في الخفاء مستقياً -من أحداث هنا أو حروب هناك- أفكار القتل والتفجير، التي يُراد -لا قدر الله- تطبيقها في بلدان تنعم بالسلام والاستقرار والتطور.
وما مكافحة الإرهاب الإعلامي إلا واجبا حتميا على الدول الوطنية، حتى يتم تعميم خطاب التسامح والحوار، والتفاوض بعد أي نزاع، وعدم السماح لتنظيم إخواني أو عصابة متشددة بتنفيذ أي عمل لا تُحمد عقباه في مقبل الأيام، أو اختراق المجتمعات العربية عبر برامج خطيرة المضمون تحاول غسل الأدمغة وحرف بوصلة الشباب العربي.
ما يشهده قطاع غزة اليوم –مثالا لا حصراً- من تعنت "حماس" حيال ملف إعادة الإعمار أو المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، هو أكبر دليل على توجهات "حماس" وقادتها، حتى يبقى القطاع وسكانه رهائن في سجن الإخوان وأحلامهم بسلطة وهمية.
ومن الجيد أن نشير هنا إلى ما قامت به دول الرباعي العربي، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، حيال الخطاب المتطرف وإنهاء وجوده، فضلاً عن ملاحقة قضاء هذه الدول للشخصيات الداعمة للعنف والتشدد، وتجفيف منابع الإرهاب والحرب على وقف مصادر تمويله ودعمه الإعلامي عبر قنوات ومنصات معروفة، دأبت على نشر خطابات رؤوس الإرهاب.
وقد شهدت دول عديدة في عالمنا العربي ممارسات دموية لـ"الإخوان" وبقية جماعات "الإسلام السياسي"، إذ أراقوا الدماء سعيا للسلطة، ومارسوا، ولا يزالون، كل أشكال الإرهاب، المتمثل في الحرص الدائم على الوصول إلى كراسي الحكم بأي ثمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة