ظهر مؤخراً تسريب صوتي للقيادي الإخواني المصري الهارب إلى تركيا "علي بطيخ".
يكشف مخططاً إرهابياً يستهدف تفجيرات داخل القاهرة ويوجه بتنظيم مظاهرات في شوارعها تمهيداً لتلك التفجيرات، ويدعو أتباع التنظيم للحشد والنزول إلى الميادين بنفس السياسة الإخوانية، وهي نشر الفوضى في الشوارع والاختفاء وقت الضرورة. ويستطرد بطيخ متوعداً بعمل كبير سوف يهز البلد، كما ورد في التسجيل الصوتي، ويشدد على التحلي بالصبر بقوله: "هانت خلاص"، فيما يتلقى هذه الأوامر أحد أعضاء التنظيم داخل مصر ويؤكد: "إحنا جاهزين حضرتك"!
ليس هذا التسريب الأول من نوعه، بل هو امتداد لسلوك إجرامي اعتاد عليه هذا التنظيم، يضاف إلى الصندوق الأسود لمخططات جرائمهم في مصر وغيرها، وهو سلوك بالطبع ليس بمستغرب أو مفاجئ لدى السلطات المصرية الفطنة لسلسلة جرائم الجماعة وإرهابها داخل مصر، فهو جزء من مخططات قيادات الجماعة لنشر الفوضى والخراب في شوارع القاهرة، وعدد من العواصم العربية، لاستكمال المشروع الأكبر الذي بدأ عام 2011 وانتهى بخيبات ونكبات كبرى على الشعوب التي انجرفت خلف شعارات "الربيع العربي" لتتحول إلى خريف أسود مليء بالدمار والنكبات لتلك الشعوب.
نموذج التنظيم الإخواني في مصر أكثر النماذج خبثاً، نظراً لشراسته وتكتيكه السياسي وعمله الدؤوب لشل البلاد وعزلها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والوقوف ضد مصالحها القومية ومساندة من يعاديها أو يحاول الإضرار بها أو يعتدي على مقدراتها. فعلى سبيل المثال، يقف إخوان مصر موقفاً داعماً لإثيوبيا إزاء قضية "سد النهضة" الذي يشكل تهديداً للأمن القومي الاستراتيجي لمصر وخطراً داهماً على أمنها المائي بالخصوص، وذلك بدءاً بالدعم الإعلامي الإخواني لموقف إثيوبيا وهي تبني السد، وبحشد الآراء المناهضة لمصر في تلك القضية والتشكيك في قدرتها على التصدي للاستمرار في بناء السد وملء خزاناته، والترويج لموقف أديس بابا وتدعيمه باختلاق الحجج لتشويه الموقف المصري.. حتى بات الدعم لإثيوبيا موقفاً علنياً للإخوان وداعميهم من خلال القنوات الإخوانية التي تبث من تركيا، بل وصل الحال بإعلام التنظيم التشكيك في مواقف دول الخليج والدول العربية المساندة لمصر بهدف الإيقاع بين مصر وحلفائها، ولتصبح أزمة سد النهضة خيانة جديدة تضاف لخيانات التنظيم المتعددة. ولا عجب في ذلك من حزب أُسس في الأصل على التنكر للوطن، إذ الوطن بالنسبة لهم مجرد حفنة تراب مقابل مصالح الحزب وتحالفاته!
لا يتوانَى التنظيم الإخواني عن استغلال أي حدث في العالم لتوظيفه من أجل دعم مواقف قياداته ومحاولة تمكينها ولو عبر نشر الأمراض والأوبئة، إما سراً أو علانية، كاستغلال الحزب لفيروس كورونا المستجد وخروج العضو الإخواني بهجت صابر في أحد الفيديوهات موجِّهاً أتباع الحزب ممن تظهر عليهم أعراض المرض بأن يتوجهوا إلى مباني النيابة وأمن الدولة أو أي مبنى حكومي ونشر الفيروس بين الموظفين والمرور على مواقف السيارات وتلويثها.. فأي خبث وأي أجندات قذرة يحملها هذا التنظيم!
من يتتبع الصندوق الأسود لتسريبات التنظيم الإخواني المتخم بالإرهاب والعمليات الإجرامية لنشر الفوضى والدمار في مصر وبعض العواصم العربية سوف يعي خطورةَ هذا التنظيم الذي يسعى منذ تشكّله الأول في عام 1928 إلى مشروع "شبه الدولة" كما أراد مؤسس الجماعة حسن البنّا من خلال "الدولة الأيديولوجية" التي تنضوي تحت هيمنة قيادات متعددة تأتمر بأمر المرشد الأعلى وتحتكم إلى شريعة القمع والتطرف، فتبدأ مشروعَها عبر أجهزة أيديولوجية تنفذ النشاط الناعم عبر الإعلام والأعمال الإنسانية والجمعيات الخيرية، توازيها أجهزة قمعية تشكل الرافد العنيف للمشروع الذي يخلط بين القوة والسياسة مما ينسجم كلياً مع المنهج المزدوج والمتناقض للجماعة والقائم على مبدأ التقية!
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة