لأول مرة منذ 33 عاما.. زيادة مواليد ألمانيا
لأول مرة منذ 33 عاما، تشهد ألمانيا زيادة في عدد المواليد، لتخرج من معاناة الشيخوخة السكانية.. ما السبب في ذلك؟
يبدو أن تدفق اللاجئين العام الماضي إلى ألمانيا كان له تأثير إيجابي على البلاد.
وفقاً لبيانات صادرة من مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني، ساعد هذا التدفق على زيادة معدل المواليد في البلاد ليصل لأعلى مستواه منذ 33 سنة.
عانت ألمانيا طويلًا من الشيخوخة السكانية، وفي 2015 كان معدل الولادة 1.5 لكل امرأة، مما شكل زيادة عن معدل 1.47 في 2014، والآن وصل المعدل 1.51، ليصبح في أعلى مستوياته منذ 1982.
حاولت الحكومة تعزيز معدل الولادة في البلاد عبر تقديم سياسات صديقة للأسرة، ولكن يظل المعدل أقل بكثير من معدل 2.0 الضروري لضمان تزويد السكان أنفسهم.
وفقاً لوكالة رويترز، حصل حوالي 900 ألف لاجئ على اللجوء في ألمانيا في 2015، وكان حوالي 70% منهم مسلمين.
بينما أشارت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إلى أن الأسر المسلمة تميل إلى انجاب عدد أكبر من الأطفال أكثر من المواطنين العلمانيين المولودين في أوروبا، مما شكل سبباً لمساعدة تدفق اللاجئين على زيادة متوسط عدد الأطفال.
قال ستيفان سيفرت، رئيس إدارة الهجرة وسوق العمل في معهد برلين للسكان والتنمية، إن زيادة المعدل واعدة بالنسبة للاقتصاد الألماني.
أشار سيفرت إلى أن وجود أطفال أكثر يُعد أمراً أفضل من الأطفال الأقل "فمعدل الولادة المنخفض يجعل تمويل ضماننا الاجتماعي أقل ثباتاً"، موضحاً أن الغالبية العظمى من الزيادة مدفوعة بحالات الولادة من السيدات الأجانب.
وصل معدل الولادة بين السيدات المهاجرات 1.95، ليشكل زيادة عن معدل 1.86 في 2014، بينما كانت زيادة في متوسط عدد الأطفال بين الألمانيات ولكنها كانت قليلة لتشكل زيادة 0.01% عن 2014.
من المرجح أن هذا التغير نتيجة السياسات الألمانية الرامية إلى تشجيع الناس على إنجاب المزيد من الأطفال، مثل إنشاء المزيد من دور الحضانة وزيادة راتب إجازة الأمومة.
كانت هذه السياسات قد واجهت انتقادات بأنها ليست فعالة، فعلى السبيل المثال، كان للإعانة المقدمة للوالدين - التي كلفت البلاد المليارات - نتائج جدلية.
ولكن قال سيفرت، إن سياسات الحكومة فعالة، ولكن تغير نموذج الأسرة لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها.