"إخوان ألمانيا".. مشروع لـ"زرع التطرف" بين الأطفال
يخطئ من يعتقد أن مشروع الإخوان الإرهابية يرتكز على البالغين ويركز على أهداف قصيرة ومتوسطة المدى، فالجماعة تخطط لأبعد من ذلك.
وذكر تقرير لهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ولاية "بادن فورتمبيرغ" الألمانية أن عناصر الإخوان المسلمين يديرون عملية تنشئة ونشر تطرف متكاملة الأركان تستهدف الأطفال والمراهقين في كل أنحاء ألمانيا، لزرع أفكار الجماعة المتطرفة في الأجيال الجديدة وصولا إلى السيطرة عليها.
وحددت الهيئة مشروع تنشئة الأطفال المعروف باسم "سيرة" الذي تديره الجماعة الإرهابية، ويهدف إلى التأثير على تنشئة الأطفال والمراهقين عبر تنظيم دورات تدريبية ونماذج محاكاة للأطفال.
ووفق الهيئة، فإن مشروع سيرة يعد الضلع الثالث في تنظيم محكم يضم ما يعرف بمنظمة الشباب المسلم في ألمانيا، ومؤتمر الشباب المسلم، ويهدف بوضوح للتأثير على الأطفال والمراهقين والشباب وزرع الأفكار المتطرفة في الأجيال الجديدة.
الهيئة قالت أيضا إن مشروع سيرة يجرى تحت رعاية مباشرة من مجلس الائمة والعلماء في ألمانيا، وهي جمعية قريبة من الإخوان وتخضع لرقابة مباشرة من الاستخبارات الداخلية منذ عام 2010.
ومن بين المتحدثين الأساسيين في ندوات وفعاليات مشروع سيرة، أحمد الخليفة، مدير المركز الإسلامي في ميونخ المرتبط بالإخوان، وإبراهيم الزيات، أهم قيادة للجماعة الإرهابية في أوروبا.
فيما تدير منظمة الشباب المسلم في ألمانيا، الضلع الآخر في استراتيجية الإخوان، عدد كبير من مشاريع التأثير على الشباب ونشر التطرف.
وتأسست منظمة الشباب المسلم في عام 1994 على يد محمد صديق بورجفيلدت الذي كان عضوا في المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث تحت رئاسة يوسف القرضاوي. كما ترتبط منظمة الشباب المسلم بمنظمة إخوانية أخرى هي الإغاثة الإسلامية، حيث تقوم المنظمة الشبابية بجمع التبرعات لصالح الإغاثة الإسلامية، وفق هيئة حماية الدستور.
وفي هذا الإطار، قالت هيئة حماية الدستور "يمكن الخطر الأكبر على النظام الديمقراطي في تأسيس علاقة وثيقة وطويلة الأمد بين المجتمعات الإسلامية وعناصر الإخوان".
وتابع "تكوين هذه العلاقة الوثيقة سيفتح مزيد أبواب التأثير الاجتماعي على مصراعيها أمام الإخوان، لذلك تحاول الجماعة التأثير بقوة على الأطفال والمراهقين".
وقالت هيئة حماية الدستور: "الأطفال والمراهقين والشباب هم مجموعة مستهدفة بقوة في مشروع الإخوان"، مضيفة "أفكار حسن البنا، مؤسس الإخوان، تؤكد أن نشر أفكار الجماعة يبدأ من التنشئة والتعليم".
وتملك الإخوان الإرهابية وجودا قويا في ألمانيا، عبر منظمة المجتمع الإسلامي، والعديد من المنظمات الصغيرة والمساجد المنتشرة في عموم البلاد.
وتخضع هيئة حماية الدستور مؤسسات الإخوان وقياداتها في ألمانيا لرقابتها، وتصنفها بأنها تهديد للنظام الدستوري والديمقراطي.