مليونير لكل 400 مواطن.. بلدة الأثرياء في ألمانيا تكافح التضخم
تفكر إيفلين أوفنر، صاحبة حانة شهيرة، جنوب ألمانيا، في زيادة تكلفة الجعة (بيرة/ 0.5 لتر) من 3.90 إلى 4.80 يورو، وهي زيادة تهدد زبائنها.
لكن السيدة التي قالت "لم يكن لدينا خيار آخر عندما يتعلق الأمر بزيادة تكاليف الطاقة"، كانت محظوظة لأن حانتها تقع في قلب بلدة شتارنبرغ "جنوب ألمانيا"، المعروفة بمدينة الأثرياء والتناقضات أيضا.
البلدة تعرف بأنها الأكبر من حيث القوة الشرائية في ألمانيا، يوجد بها 22 مليونيرًا لكل 10000 نسمة، ويمتلك سكانها اليخوت والفلل السكنية، وغيرها من مظاهر الثراء، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة بيلد الألمانية الأكثر انتشارا.
ويبلغ متوسط الإيجار السكني في البلدة 15.24 يورو للمتر المربع، وهو أعلى من المتوسط الوطني (١٠ يورو)، فيما يقف معدل البطالة عند 3.5٪؛ أي أقل من المتوسط الوطني(٥.3%).
وفي المتوسط، ينفق المستهلك في شتارنبرغ 25 يورو في العشاء على وجبة وبيرة وقهوة،
ورغم هذا الثراء والإنفاق، تبدو أوفنر متشائمة من فترة الربيع، حيث قالت "أعتقد أنه سيكون هناك ضغط على جيوب الضيوف في الربيع، عندما يحصل معظمهم على تصفيات الكهرباء والغاز"، وفق ما نقلته صحيفة بيلد.
ويسدد العملاء في مناطق بألمانيا فواتير الكهرباء والغاز بشكل استباقي، عبر ما يعرف بفواتير الحد الأدنى، ثم تأتي فواتير التصفية مجمعة لعدة أشهر، وتظهر التكلفة الفعلية للاستهلاك خلال هذه الأشهر، مخصوما منها الحد الأدنى المدفوع، ويكون على العميل دفع هذا الفارق في الاستهلاك مرة واحدة.
وفي ظل ارتفاع تكلفة الطاقة والكهرباء، ينتظر أن تكون فروق الاستهلاك في الفواتير المجمعة لأشهر الشتاء، كبيرة.
ورغم هذا الثراء المعروفة به البلدة، هناك أيضا منظمة الدعم الاجتماعي وتقديم الغذاء المجاني للمحتاجين في شتارنبرج.
وتفتح المنظمة أبوابها لتقديم الغذاء للمحتاجين مرة واحدة في الأسبوع، إذ تقول أحد مسؤوليها بوس إيريكا أرديلت: "لدينا حالياً 600 ضيف، أي 200 ضيف أكثر مما كنا نسجله قبل حرب أوكرانيا".
وتابعت "يأتي المزيد والمزيد من الأشخاص إلينا للحصول على الغذاء المجاني.. أثر التضخم هنا بات واضحا للغاية".
في الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية، تردد العديد من كبار السن، وخاصة النساء، الذين لم يعد بإمكانهم تحمل أعباء الحياة في ظل حجم المعاشات الحالية عليها.
ورغم ثراء العديد من سكانها، لا تبدو بلدية شتارنبرغ في وضع جيد أيضا، إذ قال رئيس البلدية، ستيفان فراي، لصحيفة بيلد "فيما يتعلق بوضعنا المالي الحالي، يمكن القول إن ظهرنا للجدار".
وتابع فراي "في عام 2022، انخفضت عائداتنا فعليًا مقارنة بالمتوسط العام في ولاية بافاريا التي تقع فيها البلدة"، مضيفا "لدينا أموال أقل، وفي الوقت نفسه لدينا التزامات متزايدة".
ومضى قائلا "حقيقة أن العديد من أصحاب الملايين يعيشون هنا لا تفيدنا.. وجود العديد من أصحاب الملايين لا يعنيون المزيد من العائدات للبلدية".
فراي قال أيضا "نتيجة التزاماتنا، سنكون مديونين في نهاية عام 2023 بـ٨٠ مليون يورو"، وهذا يحدث لأول مرة منذ فترة طويلة، متوقعا أن يصل دين البلدة إلى 148 مليون يورو في 2026.
وختم حديثه قائلا "الفجوة بين الأغنياء والفقراء كبيرة جدًا هنا".