"بوتين" يعيد أجواء كورونا لألمانيا.. حمى تخزين السلع
أدت الحرب الروسية وما تلاها من مخاوف اقتصادية وسياسية إلى حالة هلع واندفاع نحو شراء وتخزين السلع في ألمانيا.
في متاجز التجذئة بمختلف مناطق ألمانيا، من الطبيعي أن تشاهد إعلانات تحمل عبارات مثل ”علبة واحدة فقط من الدقيق لكل عميل. شكرا لتفهمك"، أ, "علبتان من زيت الطعام لكل عائلة".
ويقول مدير فرع متجر تجزئة "إيديكا" في ولاية شمال الراين ويستفاليا، أندريه ستيبر (32 عامًا)، "ما يحدث يظهر الألمان وكأنهم يخبئون طعامًا يكفي لفصل الربيع في الطابق السفلي".
وتابع "يعتقد الناس أنهم بحاجة إلى تخزين الطعام، لذلك، الأرفف فارغة في المتاجر نتيجة سلوك الشراء".
وتابع "نتيجة لذلك، كان علي أيضًا تقييد بيع الزيت وحتى ورق التواليت، بالإضافة إلى الدقيق"، على غرار ما حدث في الفترة الأولى لجائحة كورونا.
لكن الواقع على الأرض يشهد كثير من الأحداث الصعبة، حيث تسجل المتاجر خلافات بين المشترين تطورات في حي بالقرب من مدينة شتوتجارت، ما أدى إلى تدخل الشرطة.
ففي متجر قرب شتوتجارت، أرادت مجموعة مكونة من سيديتن وثلاثة رجال، شراء 30 زجاجة من زيت عباد الشمس (مقابل 2.99 يورو لكل زجاجة)، رغم أن المتجر يشدد على بيع زجاجة واحدة فقط لكل شخص.
ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن مالكة المتجر، دون أن تذكر اسمها، "عندما أشرت إلى قاعدة زجاجة واحدة لكل شخص، تعرضت للإهانة من قبل المجموعة".
وتابعت " زعم العملاء أنهم قطعوا مسافة 60 كيلومترًا للحصول على زجاجات زيت الطعام، ثم تصاعد الجدل"، مضيفا "لقد هددوني بالقتل وأنهم سيدمرون كل شيء هنا".
ومع تصاعد الضجة، تدخل موظف لمساعدة رئيسته، فيما خرج أحد العملاء الرجال في المجموعة مسرعا، وعاد بحجر كبير في يده ليهدد مدير المتجر.
وأضافت مديرة المتجر، "اختفى العملاء فقط عندما أدركوا أن أحد الجيران اتصل بالشرطة"، وعندما وصل الضباط كان الأمر منتهيا.
فيما قالت الشرطة في بيان "نحقق في وجود تهديدات" لمالكة المتجر.
وفي بافاريا "جنوب"، أراد العملاء في أحد المتاجر، شراء 500 كيلوجرام من الدقيق و150 لترًا من زيت بذور اللفت دفعة واحدة، فرفض مدير الفرع ذلك، لأنه لم يكن لديه هذه الكميات، فتعرض للإهانة.
وفي ولاية شمال الراين ويستفاليا "غرب"، يقوم مركز استشارات المستهلك "حكومي"، بمراقبة نوع جديد من "السوق السوداء" ظهر الشهر الجاري، على الإنترنت.
ويحذر مركز استشارات المستهلك من أسعار خيالية، إذ يقدم البائعون زيت الطهي بأسعار تصل إلى 15 يورو للزجاجة الواحدة، وكان أكثر العروض استفزازا، محاولة رجل بيع زجاجة زيت على أحد المتاجر الإلكترونية، مقابل 200 يورو.
فيما عرض رجل آخر الزيت والدقيق (3 يورو لكل علبة)، للبيع على مجموعة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ويقول إنه اشترى كميات كبيرة من جمهورية التشيك لبيعها بألمانيا.
ووفق بيلد، تتزايد التقارير في العديد من المدن الألمانية عن تعرض موظفي متاجر التجزئة للمضايقة بسبب نقص الزيت أو الدقيق أو المعكرونة أو السكر أو ورق التواليت وورق المطبخ، أو تقنين البيع (تحديد الكمية لكل فرد).
وتقول بائعة الخبز في مدينة كولن "غرب"، أرسولا غودا لـ"بيلد"، "كنت بحاجة إلى زيت عباد الشمس للطبخ والخَبز، اشتريت ثلاث زجاجات، وتركت اثنتين كنت بحاجة لهما، لأن الآخرين بحاجة أيضا لشراء الزيت".
وتابعت "لا يمكن تجاهل الشعور بأن بعض الناس يكدسون المنتجات بدون سبب.. هذه سمة غريبة جدًا عني".
فيما قالت الألمانية المتقاعدة، مونيكا (61 عاما) من مدينة هامبورج، إنها أرادت أن تعد الخبز في المنزل، لكنها لم تعثر على الدقيق في المتجر.
وقالت الكاتبة لاريسا كلاسين (27 عاما) من هامبورج، "لقد أصبحت الطماطم باهظة الثمن حقًا. لذلك، قررت على سبيل المثال أن آكل طماطم أقل لكي أوفر. "