يرمز اللون الأبيض للمستقبل، وهو لون قميص ألمانيا وتطبيقياً فإن النظرة للمستقبل هي ما تظهر تشكيلات المنتخبات الألمانية في أخر السنوات
يرمز اللون الأبيض للمستقبل والأمل، وهو لون قميص المنتخب الألماني وتطبيقياً فإن الأمل والنظرة للمستقبل هما ما يصبغان تشكيلات المنتخبات الألمانية في السنوات الأخيرة، وبالتحديد في أخر عشر سنوات منذ عودة الألمان من جديد إلى منصات التتويج تدريجياً من خلال التركيز على تطوير مستوى اللاعبين الشبان الصاعدين كي لا تتكرر مأساة يورو 2000 بالخروج المبكر المهين.
في 2009 ظهرت كتيبة جديدة في السويد تعلن عن عودة الألمان ليكونوا نجوماً على صعيد المستوى الأول.
كأس القارات طريق ألمانيا الجديد
جاءت البداية بجيل مسعود أوزيل ومانويل نوير وسامي خضيرة وجيروم بواتينج في 2009 وانضم لهم توماس مولر وتوني كروس وشكلوا منتخباً ظل يتطور حتى بات بطلاً للعالم في 2014 وهزم أرجنتين ميسي برباعية في 2010.
بعد الوصول للذروة لم يبدأ الانهيار التدريجي كما حدث للبرازيل بعد 2002 أو إيطاليا بعد 2006 أو فرنسا بعد اعتزال زين الدين زيدان والسبب في ذلك يرجع إلى أن الألمان استوعبوا الدرس جيداً وأدركوا أنه يجب دوماً في عز النجاحات صناعة نجوم شباب قادرين على تحمل المسئولية في أقرب وقت وهو ما ظهر جلياً في كأس القارات الأخيرة.
على صعيد البوندسليجا كانت الأسماء تلمع في كل الأندية فشالكه يخرج ليون جورتزكا، وباير ليفركوزن يقدم جوليان براندت، ومحمود دهود ينتقل من بروسيا مونشنجلادباخ لدورتموند، وجلادباخ يقدم لبرشلونة حارسه الأساسي مارك أندريه تير شتيجن ولألمانيا صاحب هدف الفوز بكأس القارات لارس ستندل، وجوليان دراكسلر يتحول لباريس سان جيرمان ظاهرة فرنسا في السنوات الأخيرة و بايرن ميونيخ النادي الذي لا يبخل على صفقاته يحجز مقعداً دائماً في نصف نهائي أبطال أوروبا من 2010 إلى 2017 باستثناء نسختي 2011 و2017، إن البوندسليجا باتت قادرة في السنوات الأخيرة على تصدير لاعبين أساسيين لأفضل أندية العالم في فرنسا وإنجلترا وأسبانيا ولم تعد مجرد مصنعاً لبايرن ميونيخ.
في العام الحالي كرر الألمان إنجاز جيل 2009 بجيل يضم سيرجي جنابري لاعب أرسنال السابق وبايرن ميونيخ الحالي والمتألق مع فيردر بريمن وهداف أولمبياد ريو دي جانيرو وماكس ماير نجم وسط شالكه المطلوب في الدوري الإنجليزي ودهود وآخرين.
وبحسب ما نشرت شبكة "أوبتا" فإن معدل أعمار اللاعبين الألمان المتوجين بكأس القارات أكبر فقط بعامين عن منتخب 21 سنة بطل أوروبا بـ 24 سنة لأبطال القارات مقابل 22 لأبطال اليورو.
وحتى عند الخسارة من فرنسا في نصف نهائي يورو 2008 فيبدو إن الألمان اختاروا الخسارة أمام خصم يتبع نفس سياستهم من حيث تقديم جيل ذهبي قادم يضم أنطونيو جريزمان وبول بوجبا وديمتري باييه ونجولو كانتي ثم يأتي الآن موسى سيسوكو وكيليان مبابي نجوم مستوى أول في دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي.
وبعد اعتزال أكبر هداف في تاريخ كؤوس العالم ميروسلاف كلوزة ومع هبوط مستوى خليفته المتوقع في هذا الإنجاز توماس مولر كان فريق حديث النشأة في 2009 يدعى ريد بول لايبزيج يقدم هدافاً جديداً للمنتخب هو أفضل هداف ألماني في البوندسليجا تيمو فيرنر برصيد 21 هدفاً ليصبح هداف كأس العالم للقارات بتسجيل 3 أهداف ثم صناعة هدف التتويج وإن فيرنر الشاب بإمكانه أن يكون المهاجم الأول لألمانيا في المونديال إذا ما حافظ على مستواه.
ومثلما قال أوليفر بيرهوف المدير الإداري لألمانيا فإن الكتائب الشابة ستضع ضغطاً على النجوم الكبار، وأنه لا مكان مضمون في المونديال لأي لاعب فمن المتوقع أن يشهد الموسم المقبل الذي يسبق مونديال 2018 حرب ضروس من أجل حجز مكان في التشكيلة الألمانية.
الأكيد أن الألمان أمامهم عشر سنوات لا يشعرون فيها بالقلق على مستقبل منتخبهم ولربما يمتلكون فرصة أن يصبحوا أول منتخب يحافظ على لقب المونديال منذ البرازيل في 62.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة