تميم بن حمد أمير قطر، سيعتبر الآن أن رحيل فيراتي تنازلاً وإشارة إلى ضعفه وهو لا يريد إعطاء عينة واحدة على وجود حالة ضعف لديه
واجه برشلونة مشكلة غير متوقعة في المفاوضات من أجل التعاقد مع اللاعب ماركو فيراتي، حيث أصطدمت إدارة الفريق الكتالوني بتعنت القطري ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان فيما يخص ضم اللاعب الإيطالي، لكنهم لم يتوقعوا أن كرة القدم أصبحت موضوعا يخص دولة قطر بأكملها.
سان جيرمان أجبر فيراتي على الاعتذار
وقد تزامنت محاولات برشلونة للتفاوض مع إدارة النادي الفرنسي مع الأزمة السياسية التي تعاني منها قطر على خلفية قرار مجموعة من الدول قطع العلاقات معها على رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومصر.
يبدو أن هذا الأمر أثر على تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، الذي ربما سيعتبر الآن أن رحيل فيراتي تنازلاً وإشارة إلى ضعفه وهو لا يريد إعطاء عينة واحدة على وجود حالة ضعف لديه، مهما كانت صغيرة.
إن ترك ماركو فيراتي يرحل سيكون مثالا سيئا في الوقت الراهن بالنسبة له، خاصة أن ما عرف عن أمير قطر تمسكه بالاحتفاظ بالأشياء الهامة التي يمتلكها.
البارسا، ووفقا لأشخاص مرتبطين ارتباطا وثيقا بباريس سان جيرمان، يمكن أن يكون أخطأ في طريقة التفاوض للحصول على توقيع فيراتي لاسيما مع هذه الإدارة القطرية، حيث يظهر واضحا أن التفاوض مع القطريين يعد سيئا بشكل كبير، وأنه لا يوجد سوى البحث عن بدائل للضغط عليهم، لاسيما وأنهم لا يعانون من احتياجات اقتصادية.
نفس المصادر رأت أن برشلونة ارتكب هذه المرة نفس الأخطاء التي وقع فيها خلال مفاوضات تجديد عقد الرعاية مع الخطوط الجوية القطرية.
ربما كان من الأفضل لإدارة برشلونة استخدام القنوات الدبلوماسية أولا مع أمير قطر، من خلال استخدام أشخاص يعملون كجسر بين الطرفين، مثل فاليرو ريفيرا (وثيق الصلة بأمير قطر)، أو تشافي هرنانديز، الذي يلعب هناك، أو حتى حسن الذوادي، الرجل القوي المرتبط بكأس العالم 2022 والذي يحافظ على علاقات ممتازة مع برشلونة.
لا أرى أنه يجب الهجوم على ناصر الخليفي، لأنه في النهاية موظف عند الأسرة الحاكمة القطرية، ومن ثم، يتعين على برشلونة أن تعيد النظر في استراتيجيتها إذا كانت ترغب في التوقيع مع ماركو فيراتي.
إن التفاوض مع قطر يحتاج إلى الكثير من الصبر وحتى المزيد من الدبلوماسية، يجب أن يعرف البرشلونيين ذلك ويضعوه في الاعتبار.
* نقلا عن صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة