القرارات الأخيرة للاتحاد السعودي بالسماح للأندية بالتعاقد مع حراس أجانب وزيادة عدد المحترفين تمثل خطوة على الطريق الصحيح..
جاءت القرارات الأخيرة للاتحاد السعودي لكرة القدم، بالسماح للأندية بالتعاقد مع حراس مرمى أجانب ثم زيادة عدد اللاعبين المحترفين إلى 6 لاعبين، ليمثل خطوة على الطريق الصحيح في مسار إصلاح الكرة السعودية إذا كانت هناك نية للسير في هذا المسار.
ما قدمه المحترفون للأندية السعودية خلال المواسم الماضية يؤكد أن القرار بزيادة عدد الأجانب كان صواباً
كمبدأ عام، تأتي فكرة التعاقد مع الأجانب في أي مجال عمل كفكرة إيجابية، فأنت دوماً تبحث عن تطوير فني بجلب الأفضل الذي يطور منظومتك، وعلى صعيد كرة القدم فإن ضم اللاعبين الأجانب يعني السماح بضم لاعبين آخرين أعلى من حيث المستويات الفنية وعلى مستوى الخبرات والتجربة الدولية.. هذا من جانب، ومن الجانب الآخر فكل فريق على حدة يبحث عن ضم أفضل اللاعبين في كل المراكز، وينطبق هذا على مركز حراسة المرمى الذي رفع عنه الحظر مؤخراً.
وأن تلعب في دوري يضم بين جنباته حراسا مثل مانويل نوير وأندريه تير شتيجن وجانلويجي بوفون وآخرين أفضل من أن تلعب إلى جوار حراس فقط يحملون جنسية بلدك دون النظر لكفاءاتهم الحقيقية، علما بأن القرار السابق والمتخذ في عام 1992 شابه عدم الوعي، وهي تجربة تكررت في مصر عام 2008 عندما قرر اتحاد الكرة المصري عدم استقدام حراس مرمى أجانب من أجل بزوغ أسماء جديدة في حراسة المرمى المصرية على مستوى عصام الحضري وأسلافه.
وعن ذلك، قال أحمد سليمان مدرب حراس المنتخب المصري السابق إن اتحاد الكرة اكتشف أن القرار جانبه الصواب، كون وجود الحارس الأجنبي يفتح باب المنافسة مع المحلي الذي يسعى لإثبات نفسه والظهور بأفضل شكل ممكن.
ويتشابه ذلك مع فكرة ضم حارس مرمى آخر متميز بجانب الحارس الأساسي كي لا يأمن الأخير على مقعده ويبدأ في التهاون، وهو ما قام به مدرب الأهلي المصري السابق مانويل جوزيه مع عصام الحضري، عندما قرر التعاقد مع نادر السيد من فريق المصري البورسعيدي في عام 2005.
وبعيداً عن مركز حراسة المرمى، فإن ما قدمه المحترفون للأندية السعودية خلال المواسم الماضية يؤكد أن قرار زيادة عدد الأجانب كان صائباً، فهداف الدوري في آخر 3 سنوات لاعب أجنبي، وهو مهاجم أهلي جدة السوري عمر السومة، وقائمة الهدافين بها عشرة أسماء أجنبية من أول 12 اسما، وهجوم الاتحاد اعتمد على ثلاثة لاعبين منهم لاعب محلي واحد هو فهد المولد، وثنائي أجنبي مصري تونسي هما محمود عبدالمنعم "كهربا" وأحمد العكايشي، والسوري عمر خريبين تألق بشكل لافت في النصف الثاني للموسم وتوج هدافاً لكأس خادم الحرمين الشريفين ضمن الثنائية التي حققها مع الهلال.
أما أكبر دليل على قيمة اللاعبين الأجانب في الكرة السعودية فهي معدلات الأهداف، فالأرقام تقول إن 329 لاعباً محلياً في الدوري سجلوا 271 هدفاً، بنسبة 50.75 % من الأهداف، بينما سجل 79 لاعباً أجنبياً فقط 263 هدفاً، بمعدل 49.25 % من الأهداف.. ليس هذا فقط فعلى فترات ليست بالقليلة نجح الأجانب في التفوق على المحليين في عدد الأهداف رغم أنهم لم يمثلوا ربع عدد اللاعبين الموجودين.
وعلى مستوى الدفاع وخط الوسط، شهدت السنوات الأخيرة تألق أسماء غير سعودية مثل المصري محمد عبد الشافي المتوج بالدوري مع الأهلي في 2016 في مركز الظهير الأيسر، والكويتي فهد الأنصاري مدافع اتحاد جدة، والبوركيني محمد كوفي مدافع الاتفاق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة