لوف يسعى لضخ دماء جديدة في الفريق الألماني بعد 4 بطولات كبرى خاضتها أغلب الكتيبة الحالية مع المدرب وبالتحديد الجيل الذي بدأ في 2010
يخطىء من يظن أن قرار يواخيم لوف المدير الفني لمنتخب ألمانيا الدفع باللاعبين الشباب في منافسات كأس العالم للقارات شهري يونيو ويوليو المقبلين، مجرد محاولة لإراحة نجوم المنتخب الكبار بسبب مشاركاتهم الدائمة مع فرقهم محلياً وأوروبياً كي تكون الكتيبة المتوجة بكأس العالم 2014 جاهزة على المستوى البدني لمونديال 2018.
لوف بحاجة للبحث عن تدعيمات في صفوف المانشافت مثل تلك التي يقوم بها مدربو الأندية خلال فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية
لوف يسعى لضخ دماء جديدة في الفريق الألماني بعد 4 بطولات كبرى خاضتها أغلب الكتيبة الحالية مع المدرب وبالتحديد الجيل الذي بدأ في 2010 ولا يزال في الملعب وأبرز نجومه توماس مولر وجيروم بواتينج وتوني كروس ومسعود أوزيل وآخرين.
إن لوف بحاجة للبحث عن تدعيمات في صفوف المانشافت مثل تلك التي يقوم بها مدربو الأندية خلال فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية ولحسن حظه فألمانيا تمتلك جيل ثان قادر على حمل الراية.
ورغم عدم تتويج ألمانيا من قبل بلقب كأس القارات فإن البطولة الكبرى تبدو فرصة ذهبية للوف ومساعديه لاختبار أسماء جديدة بزغت بشدة في الموسم الحالي ليس على صعيد البوندسليجا التي تتهم دوماً بالضعف وعدم مجاراتها للدوريين الإنجليزي والأسباني ولكن بلاعبين يمثلون أفضل أندية إنجلترا مثل ليروي ساني في مانشستر سيتي وإيمري كان في ليفربول والمتألق في الفترة الأخيرة مع أرسنال شوكردان مصطافي.
إن كأس القارات ستمنح حارس مرمى برشلونة مارك أندريه تير شتيجن فرصة للانفراد بساحة حراسة عرين منتخب بلاده بعيداً عن سطوة مانويل نوير الذي حتى لو لم يكن قد تعرض لإصابة بكسر في القدم كان لوف سيريحه مثله مثل مولر وكروس وآخرين.
ورغم مستوى نوير اللامع في الفترة الأخيرة وبالتحديد مباراتي ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا فإن وجود حارس واحد في منتخب وطني أمر مقلق وغير آمن والدليل ما حدث للمنتخب المصري في كأس أمم إفريقيا 2017 عندما تعرض الثنائي الأساسي شريف إكرامي وأحمد الشناوي للإصابة، أو مثلما حدث لبايرن ميونيخ بإصابة نوير ومن بعد سفين أوليريتش.
ما يسترعي الانتباه والتدقيق في قائمة ألمانيا هو عدم اعتماد لوف على الأسماء الهجومية القديمة رغم تألقها مؤخراً على صعيد البوندسليجا، وأحدد الثنائي ماريو جوميز الذي سجل 16 هدفاً مع فولفسبورج هذا الموسم رغم الوضع السيء للفولفي في جدول الترتيب، لقد اختار لوف الشاب تيمو فيرنر أفضل هداف ألماني في البوندسليجا على ماكس كروز المتألق مع فيردر بريمن وأفضل هداف في البوندسليجا في شهر أبريل.
وسيمنح لوف في كأس القارات مكاناً أساسياً وربما قيادياً لجوليان دراكسلير لاعب وسط باريس سان جيرمان الذي طالما جلس بديلاً في وجود الكتيبة القديمة، وفي الدفاع سيغيب جيروم بواتينج وماتز هوملز ولكن سيظهر مدافع روما أنطونيو روديجر ومدافع هوفنهايم الحالي - بايرن ميونيخ القادم - نيكلاس سولي.
أما الأهم في قائمة المدرب لوف فهو منح الفرصة لخلق مهاجم أساسي صريح لمنتخب ألمانيا ويتنافس على هذا المركز فيرنر وساندرو فاجنر مهاجم هوفنهايم الذي يحظى بثقة المدرب وينتظر منه الكثير ليقدمه بقميص المانشافت.
وعانت ألمانيا فيما بعد يورو 2012 - فترة تألق ماريو جوميز - من البحث عن مهاجم أساسي فتوماس مولر يلعب ما بين الوسط والهجوم، وماريو جوميز لم يرق لأن يكون المهاجم الذي تعتمد عليه الماكينات وحتى ميروسلاف كلوزه أفضل هداف في تاريخ كؤوس العالم بدأ مستواه في هبوط تدريجي من بعد 2012 رغم تسجيل هدفين تاريخيين في مونديال 2014 توج بهما مسيرته المذهلة مع المنتخب الألماني.
لوف أعلن أن ألمانيا ليس لها في كأس العالم للقارات أي هدف صريح أو محدد سوى التحضير لكأس العالم، واصفاً البطولة بأنها طريق نحو مونديال روسيا.
ومن الملحوظ في السنوات الأخيرة أن سن هبوط وهج اللاعبين بدأ ينخفض بسبب كثرة المنافسات والمباريات فلم يعد هناك لوثار ماتيوس الذي خاض بطولات كبرى من 1980 إلى 1999 أو الإيطالي بيرجومي (82-98) وبداية هذا في ألمانيا كان اعتزال فيليب لام بعد خمس بطولات كبرى ثم باستيان شفاينشتايجر في 2016 بعد ست بطولات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة