أحزاب ألمانية تتحد لتصنيف "حزب الله" إرهابيا
البرلمان الألماني أحال مقترحا من حزب البديل "يمين محافظ" بإصدار توصية للحكومة بحظر حزب الله اللبناني، إلى إحدى لجانه لإبداء الرأي.
تصدر ملف "حزب الله" اللبناني المشهد السياسي في ألمانيا خلال الأيام الماضية، مع تصاعد مطالب أحزاب سياسية بحظره وتصنيفه "إرهابيا"، وسط تحجج الحكومة بمبررات "غير مقنعة".
والخميس الماضي، أحال البرلمان الألماني مقترحا من حزب البديل "يمين محافظ" بإصدار توصية للحكومة بحظر حزب الله اللبناني، إلى لجنة الشؤون الداخلية لمزيد من المناقشة وإبداء الرأي، ما فسره مراقبون بأنه "تلكؤ في طرح الأمر للمناقشة العامة".
وكتبت النسخة الألمانية من صحيفة "إيبوش تايمز" أن "ما تحظره الدول الأخرى، يعمل بحرية في ألمانيا"، مضيفة: "في حين يصنف الاتحاد الأوروبي حزب الله اللبناني، منظمة إرهابية، يتلكأ البرلمان الألماني في إصدار توصية تصب في الاتجاه نفسه"، موضحة أن حزب الله محظور في الولايات المتحدة وكندا وهولندا وبريطانيا واليابان.
وذكرت الصحيفة أن "البرلمان الألماني رفض، الخميس، إعطاء إشارة واضحة وحاسمة بأن ألمانيا تقف ضد الإرهاب، بإصدار توصية بحظر حزب الله".
وعلق النائب عن الحزب الديمقراطي المسيحي "يمين وسط"، مارين فينديت على قرار البرلمان الألماني، في تصريحات صحفية، قائلا: "سنواصل فعل كل شيء ضد حزب الله على المستويين المحلي والأوروبي".
ووفق صحيفة تاجس شبيجل الألمانية الخاصة، فإن وزير داخلية برلين إندريس جايزل المنحدر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، مارس ضغوطا، خلال الأيام الماضية، على وزير الداخلية الاتحادي الألماني هورست زيهوفر للتقدم بمقترح لحظر حزب الله بسبب أنشطته المعادية للدستور والسامية.
لكن الحكومة الألمانية، وفق الصحيفة، تتحجج بأن أي قرار بحظر حزب الله اللبناني، يمكن وقفه في ساحات القضاء الألماني، استنادا إلى تصنيف هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" للحزب بأنه "يمارس عنفا على مستوى إقليمي فقط، أي يقتصر على الشرق الأوسط".
ونقلت الصحيفة الألمانية، عن مسؤول أمني رفيع فضل عدم ذكر اسمه قوله: "على الأقل يمكن أن تلجأ الحكومة لشن مداهمات على أنصار حزب الله للبحث عن دلائل على تورطهم في عنف أو أنشطة خطيرة في ألمانيا، مثلما حدث مع جمعية أنصار الدولية (سلفية متطرفة) في أبريل"، وتابع "في حال رصد أدلة، سيكون حظر الحزب خطوة مبررة قانونا".
بدورها، انتقدت صحيفة فرانكفورتر روند شاو الألمانية، عدم حظر برلين حزب الله كليا في ألمانيا، مضيفة أنه الذراع الطولى للإرهاب الإيراني.
وتابعت: "الحزب مرتبط بعصابات إجرامية في ألمانيا، ويجمع أموالا لصالح أنشطته العسكرية في الشرق الأوسط، وينشر بروباجندا معادية للدستور الألماني، ورغم ذلك لا تزال السلطات الألمانية عاجزة عن حظره".
ووفق الصحيفة، فإنه رغم تصدر "حزب البديل"، حزب المعارضة الأساسي في البرلمان لجهود حظر "حزب الله" مؤخرا، فإن قطاعا كبيرا من الاتحاد المسيحي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، طرفي الائتلاف الحاكم، يؤيدان حظر هذا التنظيم.
وكان الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط\معارض" قدّم طلبا للبرلمان الألماني قبل أشهر، لتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، لكنه لم يلق دعما، حسب صحيفة ذود دويتشه تسايتونغ الألمانية الخاصة.
ونقلت الصحيفة ذاتها عن السياسي البارز بالحزب بنجامين ستراسير، قوله إن "حزب الله منظمة إرهابية ويجب معاملتها على هذا الأساس".
الصحيفة ذكرت أيضاً أنه "من المدهش والغريب جدا لمراقبي ملف حزب الله، أن الحكومة تتردد بشكل كبير في تصنيفه منظمة إرهابية وتفصل بين جناحيه العسكري والسياسي"، موضحة "منذ أعوام طويلة، تناقش وزارة العدل الألمانية في لجان مختلفة، تصنيف الحزب منظمة إرهابية، وكل شهر تجتمع لجنة سرية من وزارات العدل والداخلية والخارجية ومندوب من المستشارية لبحث الأمر".
فيما نقلت عن مصادر في وزارة الخارجية الألمانية لم تسمها قولها إن "الحكومة الألمانية تضع أهمية كبيرة على الاعتبارات السياسية والدبلوماسية"، موضحة أن "ألمانيا تلعب دور وسيط سياسي ودبلوماسي في الشرق الأوسط، ولا تريد الحكومة أن تعرّض هذا الدور للخطر".
ومضت قائلة: "حزب الله جزء من هيكل الحكم في لبنان، وتملك السفارة الألمانية في بيروت خط اتصال قويا مع قادته منذ فترة الوساطة الألمانية بين الحزب وإسرائيل في العقد الأول من الألفية الحالية".
ورأت الصحيفة أن مبرر الحكومة الألمانية غير مفهوم، مضيفة أن حزب الله يستغل ألمانيا واقتصادها الأقوى في أوروبا، لجمع الأموال لتمويل عملياته العسكرية، وممارسة نفوذ على الجالية اللبنانية، وتقوية روابطه مع إيران.
وأوضحت: "ليس سرا أن حزب الله نشط جدا في ألمانيا"، مضيفة أنه "يستغل ألمانيا، التي تملك أقوى اقتصاد في أوروبا، في جمع الأموال اللازمة لتمويل عملياته العسكرية وتحركاته السياسية في لبنان وغيره".
وتابعت: "كما يستغل وجوده في ألمانيا لممارسة نفوذ على الجالية اللبنانية الكبيرة في الأراضي الألمانية، وتقوية روابطه مع إيران".
وأضافت: "تشاهد أعلام حزب الله الصفراء بكثافة في الفعاليات والمظاهرات في برلين، وترصد الشرطة تحركات صناديق التبرعات الخاصة بالحزب، كما ترصد 950 من أعضائه في الأراضي الألمانية".
ومضت الصحيفة قائلة: "كما تصنف هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) حزب الله كجماعة تهدد الدستور".
وقبل أسبوع، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال زيارته لبرلين، ألمانيا إلى تصنيف حزب الله منظمة إرهابية.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز