"العين الإخبارية" تنفرد بالوثائق.. شبكة خامنئي في أوروبا

"ذراع طولى تخترق المجتمع الألماني وتهدد تماسكه، وتنفذ تعليمات طهران".
إنه المركز الإسلامي في هامبورج، أو المسجد الأزرق كما يعرف إعلاميا، أهم ذراع لإيران في أوروبا، ومحور تقرير استخباراتي جديد في ألمانيا.
التقرير الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، وتنفرد بنشر تفاصيله، يقول بوضوح أن "المركز الإسلامي في هامبورج هو أداة إيران في ألمانيا وأوروبا، ويخضع لسيطرة مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي".
وتابع التقرير الذي أعدته هيئة حماية الدستور في هامبورج "الاستخبارات الداخلية"، إن "المركز الإسلامي يعد شيئا متفردا في أوروبا، ويستخدمه الشيعة في القارة كنقطة تجمع رئيسية".
وتابع "الأمر لا يتوقف على الإيرانيين، إذ يقصده أفغان وعرب ولبنانيون وباكستانيون وأتراك وألمان أيضا".
وأضاف "يقدم المركز العديد من البرامج التعليمية للكبار والأطفال باللغات العربية والألمانية والفارسية"، لنشر الأفكار المتطرفة وأجندة طهران.
ومضى قائلا "ظاهريا، يبدو موظفو وداعمو المركز الإسلامي في هامبورج، كوجه وسطي ودود، يسعون لمد الاتصالات الاجتماعية داخل المجتمع الألماني"، لكن المركز يعمل في الواقع لنشر أجندة طهران.
وأوضح "وهذا العام، نظم شيعي متطرف يدعى يافوز فعالية يوم القدس على الإنترنت ما أثار انتباه السلطات"، مضيفا "يافوز يرتبط بروابط وثيقة بالمركز الإسلامي في هامبورج وألقى ندوات عدة هناك".
التقرير قال إن "هيئة حماية الدستور تعد تقارير عن المركز الإسلامي في هامبورج منذ نحو ٣ عقود، بسبب تحركاته المعادية للدستور".
وتابع التقرير "يهدف المركز الإسلامي في هامبورج إلى "تصدير الثورة الإيرانية"، عن طريق عدة أساليب أبرزها شبكات العلاقات الواسعة.
وأضاف "صاغ المركز محتوى خطابه بطريقة معتدلة ونادرًا ما يتعرض لانتقادات في المجال العام، ويقدم نفسه على أنه مؤسسة دينية بحتة لا يسمح بأي نشاط سياسي".
وتابعت "كما يتجنب المركز الإسلامي أي ارتباط علني مع الحكومة الإيرانية، رغم أنه خاضع لها كليا"، مضيفا "المركز أداة لإيران في الخارج".
ومضى قائلا "فهم المركز الإسلامي للدولة والمجتمع يتشكل من خلال أسبقية الدين على الديمقراطية وسيادة القانون".
وأوضح "خلال السنوات الماضية، أنشأ المركز الإسلامي شبكة واسعة من الاتصالات والعلاقات ويمارس تأثيرًا على الشيعة من مختلف الجنسيات وكذلك المساجد والجمعيات الشيعية الإسلامية، بما يشبه السيطرة الكاملة".
وتابع "من خلال هذه الشبكة، يقدم المركز الإسلامي الدعم المالي من بين أمور أخرى، لنشر الأجندة والأفكار الإيرانية في مختلف مجالات المجتمع مثل الدين والتعليم والرياضة".
والمسجد الأزرق ممثل في بعض المنظمات الإسلامية المظلية التي لا تخضع حاليًا لرقابة هيئة حماية الدستور.
وفي هامبورج، يلعب المسجد الأزرق دورا رائدا في المنظمة الإسلامية المركزية "مجلس الجاليات الإسلامية"، وهي عبارة عن اندماج العديد من الجمعيات الراعية للمساجد.
وعلى المستوى الفيدرالي، ينشط ممثلو المركز الإسلامي في "المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا"، وفي "المجتمع الإسلامي للتجمعات الشيعية في ألمانيا".
ووفق التقرير الاستخباراتي ذاته، فإن هيئة حماية الدستور تمتلك أدلة على وجود صلات بين المركز الإسلامي في هامبورج وحزب الله اللبناني المصنف على أنه منظمة "إرهابية" في ألمانيا..
وفي 21 أغسطس/آب 2017، قالت الحكومة الألمانية في مذكرة رسمية للبرلمان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها في وقت سابق إن "محتوى رسائل وخطب المركز الإسلامي في هامبورج تعد نتاجا للاتصالات بين المركز وإيران".
وأوضحت أنه "في محتوى خطب المركز تحاول إيران تصدير ثورتها، وهذا هدف أساسي لنظام طهران، لكنه لا يتوافق مع الدستور الألماني والنظام الديمقراطي".
وخلال الأعوام الماضية، وسعت إيران شبكتها في أوروبا انطلاقا من الأراضي الألمانية، حيث أسست في أكتوبر 2015، مسجد كوبنهاغن في الدنمارك، الذي يخضع مباشرة للمركز الإسلامي بهامبورج، وفق تصريحات صحفية للخبير الألماني في الشؤون الإيرانية، كريستيان اوستهولد.
ووفق أوستهولد، فإن الحكومة الألمانية تعي جيدا دور المركز الإسلامي في هامبورج، وتعتبره أهم مركز تمثيل للحكومة الإيرانية في ألمانيا، وأحد أهم مراكز البروباغندا الإيرانية في أوروبا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز