أمام "إشارة المرور".. اتحاد ميركل يقف في المعارضة بأجندة واضحة
لأول مرة منذ ١٦ عاما، يقترب الاتحاد المسيحي من لعب دور المعارضة في ألمانيا، مودعا سيطرته على السلطة لأربع ولايات تشريعية متتالية.
لكن الاتحاد الذي يواجه وضعا داخليا صعبا، وتراجعا في استطلاعات الرأي، بات مطالبا بلعب دور معارض قوي ومؤثر، في ظل اقتراب الحزب الاشتراكي الديمقراطي من تشكيل ائتلاف حاكم، مع حزبي الخضر والديمقراطي الحر؛ المعروف بـ"إشارة المرور".
وفي هذا الإطار، قال ماركوس زودر، الرجل الثاني في الاتحاد المسيحي، في مقابلة صحفية نشرت صباح اليوم الأحد، إن الاتحاد طوى صفحة الانتخابات، رافضا توجيه اللوم إلى أي طرف في خسارة الاقتراع في ٢٦ سبتمبر/ أيلول الماضي.
وعن اصطفاف الاتحاد في صفوف المعارضة، قال زودر:"سيكون طريقًا صعبا. لكن الناخبين قرروا من عليه الحكم، وعلينا أن نلعب هذا الدور الجديد".
وأضاف: "تتمتع أحزاب إشارات المرور بأغلبية كبيرة في البرلمان، لذلك سيشكل الاتحاد المسيحي معارضة برجوازية قوية وموحدة".
وفي إشارة إلى الخطوط العريضة للمعارضة المتوقعة، قال الرجل الثاني في الحزب المحافظ: "يجب أن نركز عملنا كقوة حديثة برجوازية ومحافظة في مواجهة إشارات المرور، على معارضة المفاهيم والسياسات المتوقعة".
وفي نفس السياق أضاف زودر: "ائتلاف إشارة المرور يؤيد المزيد من الهجرة والمزيد من الديون، وعلينا أن نكون حريصين على ألا يقسم هذا الائتلاف مجتمعنا".
وحدد زودر ملفات أخرى ستكون محور المعارضة في البرلمان في الفترة التشريعية الحالية، أهمها كورونا في ظل رغبة الائتلاف الحاكم المنتظر في رفع كل قيود مواجهة الفيروس، على حد قوله.
كما حدد ملف الأمن كملف أساسي على أجندة المعارضة، وأخيرا الحيلولة دون فرض ضرائب إضافية على الشعب الألماني في ظل الائتلاف الجديد.
ويواجه الاتحاد المسيحي الذي تزعمته إنجيلا ميركل خلال أكثر من عقد، أزمة داخلية حادة بعد انسحاب المستشارة القوية، من المشهد الحزبي، استعدادا لتقاعدها من الحياة السياسية، المتوقع نهاية العام الجاري، وخسارته المدوية لمنصب المستشارية.
ويتصارع جناح متشدد يريد شد الاتحاد المحافظ إلى اليمين، مع القيادات الحالية المصرة على البقاء في الوسط الليبرالي، والحفاظ على إرث ميركل.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ دخل الاتحاد المسيحي في موجة تراجع غير مسبوقة عقب الانتخاب، وفي أقل من ٤ أسابيع خسر ٤ نقاط كاملة في استطلاعات الرأي، مسجلا ٢٠% فقط من معدلات التأييد، وهي أقل نسبة يسجلها في تاريخه.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg جزيرة ام اند امز