"انهيار شبه يومي".. سقوط حر لـ"اتحاد ميركل"
في حدث قلما يتكرر في السياسة، يسجل الاتحاد المسيحي الحاكم في ألمانيا تراجعا شبه يومي في استطلاعات الرأي، قبل 6 أشهر من الانتخابات.
وسجل الاتحاد المسيحي 25% من تأييد الناخبين في استطلاع نشر اليوم، مقارنة بـ26% في استطلاع أجراه معهد فورسا العريق ونشر أمس السبت.
الأكثر من ذلك أن الاتحاد سجل 28% من تأييد الناخبين في استطلاع نشرته صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه" الألمانية قبل أيام قليلة، ما يعني أن التحالف الأكبر في ألمانيا خسر 3 نقاط في أقل من 4 أيام.
وبصفة عامة، تراجع الاتحاد المسيحي من 37% من معدلات التأييد في استطلاعات الرأي في بداية فبراير/ شباط الماضي، إلى 25% في استطلاع اليوم الذي نشرته صحيفة "بيلد" الأكبر والأكثر انتشارا في البلاد، أي خسر 12 نقطة في شهرين.
ووفق استطلاع اليوم الأحد، فإن حزب الخضر يتصدر المقدمة مسجلا 23% من تأييد الناخبين، مقارنة بـ22% في استطلاع فورسا الذي نشر أمس.
الاستطلاع الذي أعده معهد كانتار الألماني "خاص" لصالح صحيفة بيلد أظهر أيضا حصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار" على 17%، وحزب اليسار على 9%.
فيما سجل الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط" 10%، وحزب البديل لأجل ألمانيا "شعبوي" 10%، وحصلت أحزاب صغيرة مجتمعة على 6% "لا تدخل البرلمان لأن عتبة الدخول 5% للحزب الواحد".
وحتى في حال بقاء هذه المعدلات كما هي وتوقف انهيار الاتحاد المسيحي وصولا للانتخابات التشريعية في سبتمبر أيلول المقبل، سيكون تحالف يساري بقيادة الخضر الأقرب لحكم ألمانيا لأول مرة منذ 16 عاما.
وفي أول رد على هذا الانهيار، قال ماركوس زودر المرشح المحتمل للاتحاد المسيحي على منصب المستشار "بالنسبة للاتحاد المسيحي، لم يعد الأمر يتعلق بـ مع من تحكم، ولكن ما إذا كنت ستحكم لفترة أخرى أم لا؟".
وتابع: "علينا القتال مرة أخرى.. نحن بحاجة لخط واضح وقيادة قوية".
وينافس زودر، زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي؛ الطرف الأصغر في تحالف الاتحاد المسيحي، أرمين لاشيت، زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي "الأكبر" على بطاقة ترشيح التكتل على منصب المستشار في الانتخابات المقبلة.
ورغم أن لاشيت المرشح الأوفر حظا، إلا أن أزمات حزبه الانتخابية، وخسائر التحالف في استطلاعات الرأي وقضايا الفساد التي ضربته مؤخرا، تضعف فرصه أمام زودر.
ففي خلال الأسابيع الماضية، هزت ألمانيا 5 فضائح فساد مدوية متورط فيها 4 نواب وسياسي كبير في الاتحاد المسيحي، ومتعلقة بتلقي رشاوى وعمولات في صفقات أقنعة طبية "كمامات".
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ مُني الحزب الديمقراطي المسيحي بنتائج سيئة غير مسبوقة في انتخابات البرلمان المحلي بولايتي بادن-فورتمبيرغ وراينلاند-بفالتس التي جرت في وقت سابق هذا الشهر.
وبخلاف الخسائر الانتخابية وفضائح الفساد، يتعرض الاتحاد المسيحي الألماني لانتقادات غير مسبوقة بسبب إدارته السيئة لأزمة كورونا، وتراجع معدلات التطعيم ضد الفيروس مقارنة بدول أخرى مثل بريطانيا والدنمارك.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg جزيرة ام اند امز