مفاوضات الـ"واتساب" تطلق مسار خلافة ميركل
ينطلق، الجمعة، المؤتمر العام للحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم بألمانيا لانتخاب رئيس جديد، في أولى خطوات تحديد خليفة المستشارة أنجيلا ميركل.
انطلاقة تأتي في أجواء استثنائية لمؤتمر يستمر ليومين، عبر الإنترنت، عقب تأجيله مرتين بسبب تفشي فيروس "كورونا" في البلاد.
ويعقد الحزب (يمين وسط) المؤتمر بالقاعة رقم 27 في مركز برلين للمعارض، بدون مندوبين لأول مرة، حيث سيجلس مندوبو الحزب الـ1001 في المنازل، على الأريكة أو في المطبخ أو المكتب، ويشاركون عبر الإنترنت.
وفي القاعة، سيتواجد عدد قليل جدا من الحضور، بينهم المتنافسون الثلاثة على منصب رئيس الحزب، وهم أرمين لاشيت، حاكم ولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب)، وفريدرش ميرتس، الرئيس السابق للكتلة البرلمانية للحزب، ونوربرت رونتغن، البرلماني البارز.
ووفق جدول الأعمال، فإن كل مرشح سيلقي خطابا أمام الكاميرا لمدة 15 دقيقة قبل التصويت.
وخلف الكاميرا، لن يكون هناك سوى الصمت؛ فلا مندوبون ولا تصفيق ولا أي ردة فعل، خلافا للأجواء المعتادة في مؤتمرات الحزب الديمقراطي المسيحي.
وبسبب هذا التغير المفاجئ في أجواء المؤتمر ، يقلل مراقبون من أهمية خطابات المرشحين -على غير المعتاد- لأن المندوبين حددوا مواقفهم مسبقا، ولا يمكن تغيير هذه المواقف عبر خطاب لمدة 15 دقيقة دون أي تفاعل.
وفي انتخابات 2018، كان فريدريش ميرتس المرشح الأبرز للفوز برئاسة الحزب، لكنه ألقى خطابا وصف على نطاق واسع بأنه سيئ للغاية، فكانت النتيجة المباشرة خسارته الاقتراع لصالح وزيرة الدفاع الحالية أنغيرت كرامب كارنباور التي ألقت خطاب حياتها.
بل إن مراقبين يطرحون عاملا جديدا أكثر تأثيرا على تصويت المندوبين، وهو العائلات، باعتبار أن المندوبين يحضرون المؤتمر عبر الإنترنت من المنازل، ما قد يمنح المجال لتدخل عائلي كأن تؤثر الزوجة أو الأبناء على تصويت المندوب، وفق مجلة "دير شبيجل" المحلية.
مفاوضات الـ"واتساب"
الأكثر غرابة من ذلك، أن انتخابات رئاسة الحزب كانت تعج بالسياسة والتحالفات والمساومات، وحين يصل مرشحون فقط لجولة الإعادة، تنتشر المناقشات والمساومات والمفاوضات في كل ركن من أركان القاعة؛ في الردهات وركن التدخين، وفي كل مكان.
لكن الوضع مختلف هذه المرة، فلا وجود لأي تواصل بشري وجها لوجه، ويمكن أن تجري التحالفات والمساومات عبر مكالمات الفيديو وبشكل أساسي عبر رسائل تطبيق "واتساب" وغيرها من وسائل التواصل الإلكتروني. ولذلك، يتوقع مراقبون أن تكون جولة الإعادة فوضوية على غير المعتاد، ما يعني أن نتيجتها يمكن أن تكون مفاجئة، وفق الصحيفة نفسها.
أما في ما يتعلق بخلافة ميركل، فيبدو الأمر -حتى اليوم- صعبا، انطلاقا من الخبرة والقدرات التي تتميز بها المستشارة وصعوبة تعويضها، وتنافس أسماء تبدو متقاربة في القدرات والشعبية على منصبها الذي سيصبح شاغرا بنهاية الفترة التشريعية الحالية، حيث أعلنت المرأة الحديدية في 2018 اعتزالها السياسة خريف 2021.
وتعد انتخابات رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي الخطوة الأولى في مسار تحديد اسم خليفة ميركل على رأس الحكومة.
وفي حين يتصدر ميرتس، وهو محافظ من الجناح المتشدد استطلاعات الرأي بين قواعد الحزب، يمنح مراقبون، لاشيت، وهو سياسي من الوسط، الفرصة الأكبر في اقتناص أغلبية تصويت مندوبين الحزب خلال المؤتمر العام، وفق صحيفة بيلد الألمانية (مستقلة).
وبعد نهاية التصويت وتحديد رئيس الحزب، سيكون على الأخير أن يدخل في مفاوضات شاقة مع ماركوس زودر، رئيس وزراء إقليم بافاريا، ورئيس الحزب الاجتماعي المسيحي، الطرف الآخر في الاتحاد المسيحي، وهو التحالف الذي يخوض الانتخابات التشريعية الألمانية موحدا منذ عقود.
وتحسم المفاوضات بين الفائز برئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي، الطرف الأقوى في التحالف، وزودر، اسم مرشح الاتحاد المسيحي لمنصب المستشارية خلفا لميركل.
ويمكن أن تسفر المفاوضات عن تسمية الفائز برئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي، وهو الاحتمال الأكبر، أو زودر، أو شخص ثالث، مرشحا لمنصب المستشار، على أن يعلن اسم المرشح في مارس المقبل على أقصى تقدير، وفق صحيفة "بيلد" الألمانية.
وتجري الانتخابات التشريعية في سبتمبر/ أيلول المقبل، لكن الاتحاد المسيحي يتصدر استطلاعات الرأي بـ35% من الأصوات، بفارق مريح عن الخضر (يسار) صاحب المركز الثاني بـ16.5% من الأصوات، وفق أحدث استطلاع نشرته مؤخرا صحيفة "هاندلسبلات" المحلية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNy4yMzEg جزيرة ام اند امز