هدية نيكولاس وصدمة ميركل.. برنامج طموح لمفاوضات حكومة ألمانيا
وضعت الأحزاب المشاركة في مفاوضات الائتلاف الحاكم بألمانيا، برنامجا زمنيا طموحا للتوصل لاتفاق وانتخاب المستشار الجديد.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، انطلقت أولى جلسات مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم في العاصمة الألمانية برلين.
ويقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط" الفائز بالانتخابات التشريعية في ٢٦ سبتمبر/أيلول الماضي، مفاوضات مع حزبي الخضر "يسار وسط"، والديمقراطي الحر "يمين وسط"، لتشكيل ائتلاف حاكم ينهي سيطرة المحافظين بزعامة أنجيلا ميركل على السلطة لمدة ١٦ عاما متتالية.
وفي تمام الـ٣ عصرا بالتوقيت المحلي، الخميس، بدأت أولى جولات مفاوضات الائتلاف الحاكم بمشاركة المفاوضين الرئيسيين، وستة ممثلين رفيعي المستوى عن كل حزب في مركز برلين للمعارض.
وتهدف المفاوضات لتشكيل أول ائتلاف حاكم من الأحزاب الثلاثة، ويعرف إعلاميا بـ"إشارة المرور" على المستوى الفيدرالي، واحتلال أولاف شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لمقعد ميركل في المستشارية.
برنامج زمني
وقال الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر فولكر ويسينغ في مؤتمر صحفي مشترك قبل بدء المفاوضات، الخميس، إن اتفاق الائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر يجب أن يكون ساري المفعول بحلول نهاية نوفمبر تشرين ثاني المقبل.
وتابع "يجب أن يتم انتخاب المستشار الاتحادي الجديد في الأسبوع الذي يبدأ من 6 ديسمبر"، أي بعد عيد القديس نيكولاس "مناسبة مسيحية"، مضيفا "هذه خطة طموحة".
وإذا سارت الأمور كما يخطط لها الأحزاب المتفاوضة، وانتخب شولتز مستشارا عن طريق البرلمان في الفترة ما بين 6 و10 ديسمبر/ كانون أول المقبل، فإن ميركل ستحرم من كسر الرقم القياسي الذي سجله هيلموت كول كأكثر من شغل منصب المستشار.
وتحتاج ميركل إلى البقاء في منصبها كمستشارة حتى ١٧ ديسمبر/ كانون الأول المقبل لكسر رقم كول.
والأربعاء المقبل، تبدأ اللجان المتخصصة المنبثقة عن الأحزاب الثلاثة المتفاوضة، التفاوض في ٢٢ مجموعة عمل، لوضع برنامج حكومي مشترك، على أن تجري الاجتماعات يوميا باستثناء عطلات نهاية الأسبوع، وفق الجدول الزمني الذي وضعته هذه الأحزاب.
وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، لارس كلينجبيل، في مؤتمر صحفي اليوم، تريد مجموعات العمل الـ 22 "الانتهاء من إعداد ورقة البرنامج الحكومي بحلول العاشر من نوفمبر"، على أن يبدأ بعدها عمل لجنة التفاوض الرئيسية المكونة من قيادات الأحزاب الثلاثة، لاعتماد الشكل النهائي للورقة وحسم توزيع الحقائب الوزارية.
ومن المقرر انتهاء المفاوضات واعتماد البرنامج الحكومي وتشكيلة الحكومة في ٣٠ نوفمبر تشرين ثاني المقبل، على أن يعقد حزبا الديمقراطي الحر والخضر مؤتمرات داخلية في الفترة بين ١ و٥ ديسمبر لاعتماد نتائج المفاوضات، في خطوات إجرائية، يليها انتخاب شولتز مستشار من قبل البرلمان في الأسبوع الذي يبدأ يوم ٦ ديسمبر.
ووفق صحيفة بيلد الألمانية، ينتظر الأحزاب الثلاثة مفاوضات صعبة للغاية في القضايا الخلافية، في ظل ضرورة تقديم تنازلات كبرى، والأهم الموازنة بين التنازلات ومصداقية كل طرف لدى ناخبيه.
وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفائز بالانتخابات التشريعية في ٢٦ سبتمبر/أيلول الماضي، دخل في محادثات استكشافية مع حزبي الخضر "يسار" والديمقراطي الحر "يمين وسط" استمرت أسبوعا، وأسفرت عن ورقة توافق مبدئي على سياسات الحكومة الجديدة.
وكان الأمر يتطلب موافقة مؤتمر مصغر لحزب الخضر، وقيادات الحزب الديمقراطي الحر وكتلته البرلمانية، وهي خطوات إجرائية، من أجل الدخول في مفاوضات الائتلاف الحاكم.
والإثنين الماضي، صوتت الهيئة العليا للحزب الديمقراطي الحر وكتلته البرلمانية بالموافقة على انطلاق مفاوضات الائتلاف الحاكم مع الاشتراكي الديمقراطي والخضر، الذي يعرف إعلاميا بـ"ائتلاف إشارة المرور"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة.
يأتي ذلك غداة تصويت حزب الخضر لصالح البدء في إجراء مفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم جديد "إشارة المرور".
وكانت الرئاسة التنفيذية للحزب الاشتراكي وافقت بالإجماع، الجمعة على البدء في هذه المفاوضات.
ونصت الورقة الصادرة عن المحادثات الاستكشافية، على أن الائتلاف الجديد "سيكون أكبر مشروع تحديث صناعي تنفذه ألمانيا على الأرجح لأكثر من 100 عام"، وفق ما ذكره مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية أولاف شولتز (63) في مؤتمر صحفي.
وتابعت الورقة "نحن مقتنعون بأن بإمكاننا إبرام اتفاقية ائتلاف حاكم قوية ومستدامة".
وفاز حزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات التشريعيّة بألمانيا بنسبة 25.7% وفق نتائج رسمية.