مطرقة الحظر تطول «مركز هامبورغ».. ألمانيا تتحرك ضد «ذراع إيران»
حظر كامل ثم مداهمات شرطية في مناطق متفرقة شهدها المركز الإسلامي في هامبورغ، المعروف على نطاق واسع بـ"ذراع إيران" في ألمانيا.
وفي وقت مبكر صباح الأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية في بيان رسمي، حظر المركز الإسلامي في هامبورغ والمؤسسات التابعة له في الأراضي الألمانية.
بالتزامن مع ذلك، تحركت الشرطة بفرقة كبيرة إلى مسجد "الإمام علي" في منطقة ألستر في هامبورغ، الذي يديره المركز الإسلامي في هامبورغ، إثر تصنيفه "متطرفا"، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
وفي الوقت نفسه، شن المحققون أيضًا مداهمة في برلين: في مسجد في حي نويكولن، فضلا عن تفتيش ما مجموعه 53 عقارًا في ثماني ولايات اتحادية، 30 عقارا منها في هامبورغ وحدها.
تفاصيل المداهمة
كانت الساعة 5:59 صباحًا بالتوقيت المحلي، عندما اقتحم ضباط شرطة مكافحة الشغب في هامبورغ، وجميعهم يرتدون أقنعة سوداء على الوجه، مسجد "الإمام علي".
ركض رجال الشرطة بالتحديد إلى الجهة الخلفية من المبنى، حيث توجد المكتبة ومكاتب المركز الإسلامي، وصرخوا بصوت عال ”افتحوا الباب.. نحن عناصر الشرطة“، قبل أن يقتحموا الموقع.
ولتجنب تدنيس غرفة الصلاة، ارتدى العديد من الضباط أغطية بلاستيكية زرقاء فوق أحذيتهم.
ووفق مصادر صحيفة بيلد، جرى فتح أبواب أخرى في المبنى عنوة، ومصادرة خزنة، فضلا عن اقتياد ثلاثة أشخاص يبدو أنهم كانوا نائمين في المسجد، إلى الخارج.
كانت الشرطة قد اقتحمت بالفعل المسجد الذي تصفه وسائل الإعلام بـ"الأخطر في ألمانيا"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وحصلت على كمية هائلة من الأدلة.
وكانت وزيرة الداخلية نانسي فيسر تدرس، إغلاق ”المركز الإسلامي في هامبورغ“ منذ شهر أبريل/نيسان الماضي.
"ضربة للتطرف"
وقالت فيسر، اليوم، ”لقد حظرنا ’المركز الإسلامي في هامبورغ الذي ينشر أيديولوجية إسلامية شمولية في ألمانيا. (...) بالإضافة إلى ذلك، فإن المركز ومنظماته الفرعية "يدعم إرهابيي حزب الله" وينشر معاداة السامية العدوانية".
وتابعت أن التحقيقات التي أجريت منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني "أثبتت الشكوك الخطيرة" إلى الحد الذي "دفعنا إلى إصدار قرار الحظر اليوم. وبذلك نكون قد وضعنا حدًا لأنشطة هؤلاء الإسلاميين"، مضيفة "هذه خطوة أخرى جديدة ضد التطرف الإسلامي".
وكان السياسيون من جميع الكتل البرلمانية في البوندستاغ (البرلمان) وعلى مستوى الولايات في هامبورغ يطالبون منذ سنوات بإغلاق المركز الإسلامي في هامبورغ.
أما بالنسبة لمكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) فقد كان الأمر واضحًا منذ فترة طويلة، إذ قال المكتب في تقاريره مرارا، إن "المركز الإسلامي في هامبورغ تابع لنظام طهران من حيث الأيديولوجية والتنظيم والموظفين“.
ويتبع رئيس المركز محمد هادي مفتح (58 عاماً) "مباشرة لطهران، حتى وإن كان المركز يقدم نفسه للعالم الخارجي على أنه غير مسيس". ووجد المسؤولون دليلاً على ذلك عندما تم القبض على مفتح في مطار هامبورغ عند عودته من إيران بـ"رسائل سرية"، وفق صحيفة بيلد.