ائتلاف "إشارة المرور" بألمانيا.. مطبات صعبة في الطريق لعيد الميلاد
تنطلق الخميس، محادثات استكشافية لتشكيل ائتلاف "إشارة المرور" ينهي حكم الاتحاد المسيحي المستمر منذ 16 عاما في ألمانيا.
وأمس الأربعاء، قرر حزب الخضر (يسار) والحزب الديمقراطي الحر (ليبرالي)، بدء محادثات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) لتشكيل حكومة "إشارة المرور"، على أن يكون أول لقاء اليوم.
وبالفعل، تنطلق أول جولة للمحادثات الاستكشافية في الساعة الـ11 صباحا بالتوقيت المحلي، في برلين، على أن تستمر 6 ساعات كاملة.
وقال أولاف شولتز في بيان مقتضب "تشكيل الحكومة يحقق تقدمًا في ألمانيا"، مضيفا: "هناك دعم كبير بين المواطنين لتحالف الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحزب الديمقراطي الحر والخضر.. الأمر متروك لنا لتنفيذ ذلك الآن".
وفي حال نجاح المفاوضات، يصبح شولتز أول اشتراكي ديمقراطي يحكم ألمانيا بعد 16 عاما من عهدة المستشارة أنجيلا ميركل واتحادها المسيحي.
الطريق ما زال طويلا
لكن الطريق إلى ذلك طويل، ويمر عبر عدد من المحطات، ومفاوضات شاقة، وفق صحيفة بيلد الألمانية "خاصة".
وعقب جولة محادثات اليوم، من المقرر عقد المزيد من اللقاءات الأسبوع المقبل، بهدف أولي واضح: وهو استكشاف الموضوعات التي يمكن الاتفاق عليها بسرعة، وتلك التي تحمل خطر الجدل والخلاف.
وبعد ذلك، يجب أن تقرر اللجان المنبثقة عن الأحزاب الثلاثة والتي تخوض المحادثات الاستكشافية، ما إذا كانت ستبدأ مفاوضات ائتلافية رسمية اعتبارًا من نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وفي حالة قرروا بدء هذه المفاوضات الرسمية في هذا الموعد، فإن الحاجز الزمني لتشكيل الحكومة الجديدة سيكون عيد الميلاد أواخر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وفي السياق ذاته، قال الحزب الاشتراكي الديمقراطي في بيان "ينبغي على المرء أن يكون مستعدا لمفاوضات طويلة وصعبة".
كما يتوقع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر محادثات صعبة أيضا. وقال روبرت هابيك رئيس حزب الخضر في تصريحات صحفية، "لا تزال هناك اختلافات كبيرة".. البسكويت بعيد جدا عن الأكل".
لكن رئيس الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر، حاول إبقاء الضغط مرتفعا على شولتز عبر التلويح بالخيار البديل، إذ قال إن الاجتماع الذي يعقد يوم الخميس مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بمثابة "تبادل للأفكار". والتحالف مع الاتحاد المسيحي والخضر ، "يظل خيارًا قابلاً للتطبيق".
وفي أروقة الحزب الأخير، لم تستبعد مصادر تحدثت لوسائل إعلام ألمانية، إمكانية عقد اجتماع مع الاتحاد والخضر في وقت قريب من أجل معرفة فرص عقد تحالف مع الحزبين الأخيرين أيضا.
وفاز حزب "الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات التشريعيّة بألمانيا بنسبة 25.7% وفق نتائج رسمية.
وحسب اللجنة الانتخابيّة الفيدراليّة، جاءت كتلة الاتحاد المسيحي في المرتبة الثانية بنسبة 24.1 في المائة وهي النتيجة الأسوأ في تاريخه، لكن التقارب بين حزبي المقدمة فتح خيارات تشكيل الحكومة المقبلة.