ألمانيا تخشى مصير واقعة "ذي القرنين"

تتخوف ألمانيا من حدوث سيناريو مماثل يشمل اقتحام البوندستاغ "البرلمان" من قبل مناهضي "كورونا" واليمين المتطرف.
وقبل أيام، اقتحم المئات من مؤيدي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مقر الكابيتول في العاصمة واشنطن، ما أثار العديد من الانتقادات داخليا وخارجيا.
وفي تصريحات لصحيفة "دي فيلت" الألمانية "خاصة"، حذر ماركوس زودر، رئيس وزراء ولاية بافاريا "جنوب" والخليفة المحتمل للمستشارة أنجيلا ميركل، من خطورة الجماعات اليمينية المتطرفة التي تشكل حاليا الجزء الأكبر من الحركات المناهضة لكورونا، معربا عن مخاوفه من تحولها لتنظيمات عنيفة.
وقال زودر: "الأفكار السيئة تتحول إلى كلمات سيئة وفي بعض الأحيان أفعال سيئة"، مضيفا "لذلك، لا يتعين علينا فقط تشديد الإجراءات الأمنية في المؤسسات، لكن علينا أيضا فحص هذه الحركات المتطرفة بشكل مدقق".
وأضاف: "هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) يجب أن تلعب دورا كبيرا في هذه المهمة، فهناك خطر أن تتحول هذه الحركات إلى منظمات عدوانية بشكل متزايد، وعنيفة أيضا".
وبعد اقتحام الكونجرس الأمريكي، كثفت شرطة برلين من وجودها في محيط مبنى البرلمان الألماني لتأمينه من أي محاولة مماثلة، وفق صحيفة بيلد الألمانية "خاصة".
وأرسل رئيس البرلمان الألماني، فولفغانغ شويبله، رسالة للنواب تفيد بأن شرطة ولاية برلين عززت بالفعل قواتها في محيط البرلمان.
وتابع رئيس البرلمان في رسالته التي حصلت "بيلد" على نسخة منها أنه "طلب تقريرا من وزارة الخارجية حول أعمال الشغب في الولايات المتحدة، لاستخدامه في استنباط بعض الاستنتاجات التي يمكن أن تساعد الحكومة في تأمين مقر البرلمان الألماني".
وكان العشرات من مناهضي "كورونا" والمشككين في وجود هذا الفيروس، ومعظمهم من اليمين المتطرف، حاولوا في نهاية أغسطس/آب الماضي، اقتحام مقر البرلمان الألماني، ووصلوا لسلم المبنى، لكن الشرطة استطاعت صد المحاولة.
بدوره، قال السياسي الألماني البارز وعضو البرلمان الأوروبي، سفين شولتز، لصحيفة بيلد: "لقد أظهر معارضي التطعيم ومنكري كورونا واليمين المتطرف أنهم قادرون على القيام بأعمال عنيفة ضد الأشخاص والمؤسسات".
وأشار إلى أنه "في ضوء استعداد هؤلاء لاستخدام العنف، يتعين علينا تأمين مقر البرلمان الألماني والمؤسسات الحيوية بشكل قوي".
وأضاف: "كما يمكن أن يشن هؤلاء هجمات على البنية التحتية المستخدمة في عمليات التطعيم ضد كورونا.. هؤلاء يمثلون تهديدا إرهابيا في جميع أنحاء أوروبا".
ومضى قائلا "أدعو إلى نشر قوات شرطة ضخمة لحماية عمليات إنتاج ونقل وتوزيع اللقاحات".
ووفق صحيفة دي فيلت، فإن خطر اليمين المتطرف، وخاصة النازيين الجدد يتزايد بشكل كبير في البلاد، وباتوا متواجدين في كل مكان؛ في المظاهرات والأجهزة الأمنية والشارع.
وتابعت: "رغم أن إجمالي عدد المنتمين لليمين المتطرف لا يتخطى حاجز الـ25 ألف شخص في عموم البلاد، إلا أنهم يمثلون خطرا كبيرا على مستقبل ألمانيا".
ويشمل اليمين المتطرف في ألمانيا مجموعة من المنظمات والحركات، مثل النازيين الجدد، وحركة مواطني الرايخ التي ترفض النظام القائم، وحركة بيغيدا المعادية للإسلام.