ألمانيا وبريطانيا تحملان ترامب مسؤولية اقتحام الكونجرس
حملت ألمانيا وبريطانيا، اليوم الخميس، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، المسؤولية عن اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس في واشنطن.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال اجتماع مغلق للمجموعة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا في البرلمان، إن الصور المزعجة لاقتحام الكونجرس "أغضبتها وأحزنتها أيضا".
وأعربت عن أسفها للغاية لكون الرئيس ترامب لم يقر بهزيمته منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ولا حتى أمس، تم التشكيك في نتيجة الانتخابات"، لافتة إلى أن ذلك ما هيأ الأجواء لأحداث الليلة الماضية لتصبح ممكنة.
وأوضحت ميركل: "هناك قاعدة أساسية للديمقراطية هي: بعد الانتخابات هناك رابح وخاسر.. يتعين على كليهما القيام بدوره بحكمة ووعي بالمسؤولية كي تظل الديمقراطية ذاتها هي الرابح".
وفي الوقت ذاته، أعربت عن تفاؤلها بالنظر إلى تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بادين.
وأشارت إلى أن حديث بايدن وكذلك كثير من ردود الفعل الصادرة من كلا الحزبين الكبيرين للولايات المتحدة الأمريكية "تجعلني أتأكد تماما أن: هذه الديمقراطية ستثبت أنها أقوى كثيرا من المعتدين والمشاغبين".
وأضافت: "من المحزن أن أشخاصا فقدوا حياتهم في أحداث الليلة الماضية".
من جانبها، قالت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتِل، إن لهجة ترامب في الاعتراض على خسارته للانتخابات الرئاسية كانت سببا مباشرا للعنف "المروع" الذي وقع عند مبنى الكونجرس الأمريكي.
وأضافت لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن الأحداث كانت "مروعة بصورة تعجز الكلمات عن وصفها وأن ترامب لم يمنع تصعيد العنف فحسب بل أججه".
وأوضحت أن "تصريحاته أدت بشكل مباشر إلى العنف.. وحتى هذه اللحظة لم يندد بذلك العنف وهذا خطأ تماما".
وأكدت على ضرورة "أن يندد ترامب تماما بكل ما حدث.. لقد أدلى بتصريح أمس ولم يفعل شيئا يُذكر لتهدئة الموقف.. عبارات الاستفزاز خاطئة تماما".
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المشاهد التي وقعت في واشنطن بأنها "مشينة".
وتمثل تصريحات جونسون وباتل تحولا شديدا في لهجة حكومة بريطانيا، حليفة الولايات المتحدة المقربة إزاء ترامب.
وكان جونسون ووزراؤه يسعون دائما من قبل لتجنب انتقاد الرئيس الأمريكي.
واقتحم المئات من أنصار ترامب مبنى الكونجرس سعيا لإجبار المشرعين على تغيير خسارة الرئيس للانتخابات.
لكن بعد ساعات سادت فيها الفوضى، وكافحت فيها الشرطة لاستعادة السيطرة، عاد الأعضاء إلى الكونجرس ليستأنفوا عملية التصديق على فوز بايدن.
وفي أسوأ اعتداء على رمز الديمقراطية الأمريكية منذ أكثر من 200 عام، اقتحم المحتجون الحواجز الأمنية المعدنية وحطموا نوافذ وتسلقوا الأسوار ليشقوا طريقهم إلى داخل مبنى الكونجرس، حيث تجولوا في الممرات واشتبكوا مع الشرطة.
وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم خلال الفوضى، منهم امرأة بعيار ناري وثلاثة أشخاص بسبب طوارئ طبية.
وحاصر البعض قاعة مجلس النواب بينما كان الأعضاء بالداخل، وأخذوا يطرقون على أبوابها. وكدس ضباط الأمن قطع الأثاث خلف الباب وأشهروا أسلحتهم قبل أن يساعدوا الأعضاء على الهرب.
وبحلول ليل الأربعاء، استأنف الكونجرس بمجلسيه المناقشات، قبل أن تتم المصادقة على فوز بايدن بالرئاسة.