الكابيتول الأمريكي.. من "نار" البريطانيين إلى "فوضى" ترامب
كان مبنى الكابيتول الأمريكي ساحة للتفجيرات، ومحاولة اغتيال رئاسية، ومظاهرات لا تحصى خلال تاريخه الذي يزيد على 200 عام.
وللمرة الأولى، الأربعاء، كان مسرحا لتمرد مسلح حشد له الرئيس الحالي دونالد ترامب، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
المبنى المفتوح نسبيا أمام الجمهور يضم الهيئتين التشريعيتين للبلاد، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، لكن يمكن لأي أحد دخوله بعد تفتيش أمني بمركز الزوار.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مكاتب الكونجرس تألف تردد المتظاهرين والاعتصامات، ومع قليل من التخطيط، يمكن للناس مقاطعة الجلسات، بالرغم من أن شرطة الكابيتول سريعًا ما تخرجهم.
تلك المشاهد السلمية تتعارض بشكل صارخ مع ما حدث، الأربعاء، عندما اقتحم حشد من أنصار دونالد ترامب الحواجز، واشتبكوا مع الشرطة لدخول المجلسين التشريعيين والمكاتب البرلمانية.
وأفادت تقارير بمقتل سيدة، وإجلاء العاملين بالداخل مع ارتدائهم الأقنعة الواقية من الغاز، فيما تسلق مثيرو الشغب جدران المباني من الداخل والخارج.
لكن لم يشهد البناء اختراقًا مماثلًا منذ عام 1814، آنذاك، حدث على يد القوات البريطانية التي أشعلت النيران بالمبنى خلال هجوم أوسع نطاقًا على واشنطن في حرب عام 1814.
وكان سكان المدينة يعلمون باقتراب البريطانيين وهرب معظمهم قبل أن تشعل القوات النيران بالمباني الفيدرالية وعدد من السفن الحربية.
وبحسب مهندس مبنى الكابيتول، كان المقر قيد الإنشاء حينها، وبالرغم من تعرض جزء كبير منه للدمار، لكنه كان قد بني بمواد مضادة للحريق التي ساعدت في الحفاظ على الشكل الخارجي والعديد من الغرف الداخلية.
ومع ذلك، تسببت النيران في حرق الوثائق، وذوبان المصابيح، وتدمير التماثيل.
وخلال 200 عام منذ هذا الوقت، شهد مبنى الكابيتول الأمريكي العديد من الهجمات العنيفة والتفجيرات.
خلال إحدى الجنازات في يناير/كانون الثاني من عام 1835، حاول رسام عاطل عن العمل، يدعى ريتشارد لورانس إطلاق النار على الرئيس إندرو جاكسون، لكن تعطل المسدس ولم تخرج الرصاصة.
وخلال الحرب العالمية الأولى، زرع أستاذ جامعي يدعى إريك مونتر قنبلة بحجرة الاستقبال بمجلس الشيوخ، والتي انفجرت قرب منتصف الليل دون أن تسفر عن إصابات.
كان الرجل قد قتل زوجته قبل سنوات من التفجير، وألقي القبض عليه لاحقًا لمحاولة قتل المصرف جي بي مورجان.
وفي عام 1954، دخل أربعة انفصاليين مسلحين من بورتوريكو إلى مجلس النواب، وأطلقوا النار بشكل عشوائي على ممثلي المجلس، ما أسفر عن إصابة خمسة.
وفي مارس/آذار عام 1971، قصفت منظمة الطقس تحت الأرض أو "ويذر أندرجراوند" اليسارية المتطرفة مبنى الكابيتول؛ احتجاجًا على العمل العسكري في لاوس، متسببة في أضرار بقيمة مئات آلاف الدولارات، لكن دون أن تسفر عن وقوع قتلى.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1983، زرعت قنبلة احتجاجاً على التدخلات العسكرية الأمريكية في غرينادا ولبنان، وانفجرت هي الأخرى دون أن تسفر عن إصابات أو قتلى.