«الجيش الأحمر».. ألمانيا تفتش في ملفات فوضى السبعينيات
رغم حله قبل نحو 30 عاما ما زالت السلطات الألمانية تتعقب الأعضاء السابقين في "جماعة الجيش الأحمر" أو "عصابة بادر-ماينهوف".
جماعة الجيش الأحمر هي جماعة مسلحة تأسست خلال حقبة الحرب الباردة، وعاد الحديث عنها مؤخرا عقب الإعلان عن القبض على واحدة من الثلاثي الهارب، الذين تطلق عليهم وسائل الإعلام الألمانية لقب "متقاعدي جماعة الجيش الأحمر"، وأحد أكثر المطلوبين في أوروبا، في أحد أحياء برلين، حيث كانت تعيش حياة طبيعية لسنوات.
وأعلنت الشرطة أنها باتت قريبة من القبض على اثنين من شركائها المزعومين اللذين ما زالا هاربين، أملا في وضع نهاية لأحد الفصول الأكثر شهرة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وتشكلت "جماعة الجيش الأحمر" أو "عصابة "بادر-ماينهوف" من رحم حركة احتجاجية طلابية يسارية متطرفة في ألمانيا الغربية في أواخر الستينيات، عندما عانت معظم الدول الديمقراطية الصناعية الأمرين جراء التحديات التي تسببت بها الحركات الطلابية الراديكالية.
واستلهمت عصابة "بادر-ماينهوف" نشاطها من تلك الانتفاضات، إذ حملت قناعة مفادها أنها جزء من حركة عالمية أوسع نطاقاً تمتد من التأثير الشيوعي لماو تسي تونغ في الصين، وثورة كوبا 1959، والتمرد المديد ضد الاحتلال البرتغالي في موزامبيق، وتكتيكات حرب العصابات للثوري الماركسي تشي غيفارا، وكلها أثرت في المنظور السياسي لتلك العصابة.
وقد تسببت المجموعة -التي حظت بدعم جزئي من قوة الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية- في إحداث فوضى خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي من خلال التفجيرات القاتلة وعمليات الاختطاف وإطلاق النار.
وقامت هذه الجماعة باستهداف سياسيين من ألمانيا الغربية، بالإضافة إلى شخصيات بارزة في عالم البنوك والجيش والأعمال، وقتل 34 شخصًا، بينهم رئيس بنك دريسدنر يورغن بونتو والمدعي الفيدرالي سيغفريد بوباك. فضلا عن إصابة 200 شخص آخرين.
ورغم القبض على بعض الأعضاء، اختبأ آخرون عندما تم حل جماعة الجيش الأحمر عام 1998، وظلوا هاربين حتى الآن.
وأعلنت الشرطة الألمانية القبض على دانييلا كليت، 65 عامًا، في العاصمة الألمانية الشهر الماضي، مشيرة إلى أنها تضيق الخناق على اثنين من شركائها المزعومين، بوركهارد جارويج، 55 عامًا، وإرنست فولكر ستوب، 69 عامًا.
وكان الثلاثة هاربين من تهم السطو المسلح ومحاولة القتل.
وتعقبت السلطات كليت في منطقة كروزبرغ في برلين في 26 فبراير/شباط الماضي، بعد بلاغ من الشرطة. ويُعتقد أنها كانت تعيش في الحي منذ نحو 20 عاما، تحت الاسم المستعار كلوديا إيفوني.
وعلى الرغم من كونها المرأة الوحيدة التي تم تصنيفها على أنها "خطيرة" على قائمة "يوروبول" لأهم المطلوبين، إلا أنها نجحت في الإفلات من الاعتقال طوال نصف حياتها تقريبا، حيث كانت مختبئة على مرأى من الجميع.
الخطر الذي يشكله الهاربون من جماعة الجيش الأحمر تأكد بعد عثور الشرطة على قنبلة يدوية في شقة كليت، مما دفع السلطات إلى إخلاء المبنى السكني، وفي الوقت نفسه حذرت السلطات من جارويج وستوب وعدم الاقتراب منهما لأنهما قد يكونان مسلحين.
ووفقا لتقرير "سي إن إن"، فقد تمكنت السلطات من الوصول إلى كليت عبر استخدام تقنية البحث عن الصور PimEyes.