بوصلة قيادة أوروبا حائرة في الأطلسي.. برلين تنافس واشنطن
قال تحليل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن التطورات التي شهدها العالم أظهرت تغييرا في ثقل نفوذ الدول لا سيما في المنطقة الأوروبية.
وقبل عامين، نظرت موسكو إلى المواجهة بين الولايات المتحدة وألمانيا بشأن خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 كاختبار للقوة عبر المحيط الأطلسي، وفق التحليل الذي نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
واستثمرت روسيا بكثافة في خط الأنابيب تحت البحر الذي يبلغ طوله 750 ميلاً والذي يربطها بألمانيا وأرادت زيادة المبيعات العالمية وزيادة النفوذ الاقتصادي على أوروبا والصناعات الثقيلة المتعطشة للطاقة.
أما ألمانيا، وهي المستهلك الرئيس، كانت مشاركة بحماس في المشروع منذ البداية. لكن لم تكن واشنطن كذلك.
ووفق التحليل، فإنه "إذ لم ترغب الولايات المتحدة في أن يحل الإمداد الجديد عالي السعة تحت سطح البحر محل الخطوط البرية القديمة التي عبرت أوكرانيا، والتي كانت توفر إيرادات حيوية للقيادة ذات الميول الغربية المتزايدة في كييف".
واستنتجت روسيا أنه إذا منعت واشنطن "نورد ستريم 2"، وهو ما فعلته في النهاية، فسيظهر أن القوة الأوروبية لم تعد تتدفق عبر برلين، ولكن في الواقع عبر البيت الأبيض نفسه.
وبعد مرور عامين، ولا سيما بعد حرب أوكرانيا، أظهر رفض المستشار الألماني أولاف شولتز تزويد أوكرانيا بالدبابات بشكل منفرد وإصراره على خطوة أمريكية مماثلة، تحولا ديناميكيا في القوة عبر المحيط الأطلسي.
كما أن عقوداً من الاعتماد الثابت، إن لم يكن الثقة الكاملة، في الولايات المتحدة، تم استبدالها في الفترة الأخيرة، بالبراغماتية الأوروبية العنيدة بقيادة ألمانيا.
ونتيجة هذا التحول في القوة، حصل شولتز على تصفيق مدو في البوندستاج "البرلمان" الألماني يوم الأربعاء في لحظة نادرة تعكس القيادة القوية لبرلين.
لكن حتى الآن في موسكو، وفقا للتحليل، يسود الظن أن مركز صناعة القرار الأوروبي لا يزال في واشنطن.
ويقول أندري كورتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، إنه "يعتقد معظم الناس في موسكو بأن جو بايدن هو صاحب القرار".
وأوضح: "في الواقع، وبدلاً من امتلاك ألمانيا نفوذًا أكبر، تبدو القيادة الأمريكية أقوى من أي وقت مضى".