بـ"وقود من الجنوب".. هل تحلق مقاتلات ألمانيا باتجاه كييف؟
قبل أقل من شهر من الفعاليات، انضم رئيس مؤتمر للأمن، اليوم الأحد، للمطالبين بتسليم مقاتلات ألمانية لكييف، في خطوة قد تدشن مرحلة جديدة.
واليوم الأحد، أعلن رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، كريستوف هويسجن، تأييده لتوريد ألمانيا طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا.
وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني، أوضح: "أعتقد أن توريد طائرات مقاتلة مناسب حتى تحمي أوكرانيا نفسها بشكل أفضل من هجمات الروس".
ووفق هويسجن، فإن من الممكن بحث توريد طائرات إف-16 الأمريكية أو مقاتلات سوفيتية الصنع من مخزونات ألمانيا الشرقية السابقة.
مدير مؤتمر ميونخ قال إنه من المسموح به توريد أسلحة لقوات أجنبية وفقا للقانون الدولي، مشيرا إلى أن هذا يتضمن دبابات قتالية وكذلك أيضا طائرات مقاتلة.
وتعد تصريحات هويسجن التي تأتي قبل أقل من شهر من فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن في المدينة الجنوبية، مهمة لأن المؤتمر سيشهد لقاء واسع بين حلفاء كييف، يمكن أن يساهم في هندسة مزيد من الدعم للجيش الأوكراني، وفق مراقبين.
خط أحمر
وتأتي تصريحات هويسجن في إطار جدل متزايد في ألمانيا في الوقت الحالي حول تسليم كييف مقاتلات، ورغم توصيف المستشار أولاف شولتز لهذه الخطوة بأنها "خط أحمر".
وعندما أعلن المستشار أولاف شولتز عن تسليم دبابات قتال ألمانية من طراز "ليوبارد 2"، لكييف، في البوندستاغ (البرلمان)، قبل أسبوع، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لرسم خط أحمر جديد.
وقال شولتز: "لقد أوضحت في وقت مبكر جدًا أن الأمر لا ينطبق على الطائرات المقاتلة.. وأفعل ذلك هنا أيضًا".
ماذا يعني شولتز؟ إن موقف ألمانيا الرافض تماما لإرسال مقاتلات لكييف "لم يتغير شيء فيه، ولن يتغير شيء أيضًا"، على حد قوله.
ويعد موقف شولتز صعبا، لأن الشركاء من الولايات المتحدة وفرنسا وبولندا لا يشاركونه موقفه من إرسال الطائرات، ولا يستبعدون أي شيء.
ضغط كييف والحلفاء
وحتى الآن هناك عنوان واضح: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (45 عامًا) طلب تسلم طائرات مقاتلة.
كما اقترح نائب وزير الخارجية الأوكراني، أندريه ميلنيك تحالفًا من طائرات إف-16 وإف-35 الأمريكية ويوروفايتر وتورنيدو ورافال الفرنسية، وغريبن السويدية في المعركة بأوكرانيا.
ورغم حديث هويسجن عن مقاتلات إف 16، لكن عين كييف بشكل أساسي على 89 مقاتلة تورنيدو يملكها الجيش الألماني ويخطط الأخير لاستبدالها تدريجيا في الأشهر والسنوات المقبلة بمقاتلات إف-35 أمريكية ويوروفايتر أوروبية.
اللافت أن الضغط الخارجي على برلين في هذا الملف بدأ مبكرا مقارنة بجدل الدبابات السابقة، إذ قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي في تصريحات صحفية، إن حكومة بولندا ستصوت بالموافقة إذا قرر حلف شمال الأطلسي "الناتو" تسليم المقاتلات، لكن بالطبع يجب أن يكون قرار الناتو بأكمله.
حتى فرنسا لا تستبعد تسليم طائرات مقاتلة لكييف، وقال رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان، توماس جاسيلود، "علينا فحص الطلبات على أساس كل حالة على حدة وترك كل الأبواب مفتوحة"، مضيفا "سنرى ما سيحدث بعد ذلك في الأسابيع المقبلة لأن الأمور تسير بسرعة".
رفض داخلي
وفي الداخل الألماني، الغالبية العظمى من الألمان (63%) يرفضون حاليًا تسليم الطائرات المقاتلة لكييف، وهذه نتيجة استطلاع أجراه معهد أبحاث الرأي "فورزا" الخاص.
كما كتب عضو البرلمان الألماني، كلاوس إرنست، تعليقا على طلبات مسؤول أوكراني بتسليم بلاده مقاتلات ألمانية: "المزيد والمزيد من مواطني بلدي ليس لديهم الرغبة في الانخراط في حرب نووية".
وتابع "هذا كافي.. أنت لا تريد التفاوض وتريد مواصلة الحرب.. افعل ذلك بدوننا"، وفق ما تابعته "العين الإخبارية".
المؤرخ السويسري، دانيال جانسر، يؤيد تراجع ألمانيا حتى عن تسليم الدبابات، وكتب على "تويتر": "إننا بحاجة إلى مفاوضات.. لا سباق تسلح".