دبابات وصواريخ.. هل يدخل الناتو بصراع مباشر مع روسيا بتسليحه أوكرانيا؟
على أعتاب العام الأول للأزمة الأوكرانية، شحذ الغرب "هممه" لإرسال المزيد من الأسلحة لكييف، أملا في دفعها لـ"انتصار سريع" ينهي الأزمة التي تعثرت سبل السلام في حسمها.
إلا أن تلك الأسلحة التي بدأت تتدفق في شرايين أوكرانيا وإقرار الغرب مؤخرًا إرسال الدبابات إلى البلد الأوراسي، طرح تساؤلات بينها: هل هذا يعني أن الناتو الآن في صراع مباشر مع روسيا؟
تقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن هذه الرواية، من دون شك تساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفاءه على الابتعاد عن حقيقة أن روسيا شنت هجومًا "غير مبرر" على أوكرانيا، مشيرة إلى أنها تعطي حلفاء الناتو وقتًا للتفكير عندما يتعلق الأمر بتحديد مقدار المساعدة العسكرية التي ينبغي أن يقدموها لأوكرانيا.
هل يدخل الناتو في حرب مع روسيا؟
وأكدت الشبكة الأمريكية، أن خبراء أجمعوا أنه لا يوجد أي عضو في الناتو قريب لاعتباره في حالة حرب مع روسيا بموجب أي تعريف قانوني مقبول دوليًا.
وقال مدير الاستراتيجية والتكنولوجيا وبرنامج الحد من التسلح في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين يليام ألبيركي، إن "الحرب تتطلب ضربات تنفذها القوات الأمريكية أو قوات الناتو، من أراضي الناتو ضد القوات الروسية أو الأراضي الروسية".
وأضاف، أن "أي قتال من جانب أوكرانيا - بأي أسلحة تقليدية، ضد أي قوات روسية - ليس حربًا بين الولايات المتحدة والناتو على أوكرانيا، مشيرًا إلى ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على أنه لا يوجد شيء "يضر بالحق الطبيعي للدفاع عن النفس في حالة وقوع هجوم مسلح ضد عضو في الأمم المتحدة ، إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفاظ السلام والأمن الدوليين".
وزعم سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أن الغرب يحاول "تدمير" روسيا، فيما قال أناتولي أنتونوف، سفير روسيا في الولايات المتحدة، إن الإدارة الأمريكية تدفع أوكرانيا إلى "تنفيذ هجمات إرهابية في روسيا".
ويقول السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا والمدير الأول لمركز أوراسيا في المجلس الأطلسي جون هيربست، إن الترويج لفكرة أن تكون هذه حربًا بين الناتو وروسيا يساعد في شرح لجمهور بوتين المحلي سبب عدم نجاح العملية العسكرية الروسية بالسرعة التي وعدت بها موسكو.
وأشار إلى أن الترويج لفكرة حرب مع الناتو "تساعد في تبرير أي خطوات قد يتخذها بوتين بعد ذلك"، في إشارة إلى إمكانية استخدام روسيا الأسلحة النووية.
حرب المعلومات
ويعتقد هيربست أن حرب المعلومات الروسية على الغرب كانت أكثر نجاحًا، مشيرًا إلى أنها تسببت في قيام أشخاص بالمطالبة بعدم دعم أوكرانيا عسكريًا، تخوفًا من دفع بوتين للأسلحة النووية.
ويقول نائب المدير العام في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن مالكولم تشالمرز: "أحد الأهداف القليلة التي تشترك فيها القيادة الروسية والأمريكية في الوقت الحالي هو تجنب الصراع المباشر بين القوتين"، مشيرًا إلى أن موسكو تعي أن المواجهة التقليدية مع الناتو ستنتهي بسرعة كبيرة بالنسبة لهم.
واتفق العديد من المسؤولين الأوروبيين ومصادر حلف شمال الأطلسي مع التحليل القائل بأن إمكانية استخدم بوتين الأسلحة النووية غير مرجح، فيما أكدوا أن كييف ستستمر في طلب المزيد من الأسلحة ودعم أكبر من حلفائها كلما طال أمد الحرب.
وأكدت الشبكة الأمريكية أنه في كل مرة تطلب فيها أوكرانيا أسلحة فإنه سيتعين على كل عضو في الناتو أن يوازن ما إذا كان يستحق المخاطرة أم لا.
صواريخ بعيدة المدى
يأتي ذلك، فيما قال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك يوم السبت إن محادثات عاجلة جارية بين كييف وحلفائها بشأن طلبات أوكرانيا للحصول على صواريخ بعيدة المدى تقول إنها ضرورية لمنع روسيا من تدمير المدن الأوكرانية.
وتلقت أوكرانيا وعودا بالحصول على دبابات قتالية من دول غربية وتطالب أيضا بطائرات مقاتلة للرد على القوات الروسية والموالية لموسكو التي تتقدم ببطء على امتداد جزء من خط المواجهة.
وأضاف بودولياك لشبكة فريدوم التلفزيونية الأوكرانية "لتقليص (تأثير) السلاح الرئيسي للجيش الروسي بشكل كبير، وهو المدفعية التي يستخدمها اليوم على الجبهة، نحتاج إلى صواريخ تدمر مستودعاتهم"، مشيرًا إلى أنه يوجد في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا أكثر من 100 مستودع مدفعية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحات منفصلة إن أوكرانيا تريد استباق الهجمات الروسية على المناطق الحضرية الأوكرانية والمدنيين، مضيفًا في خطابه المسائي المصور: "أوكرانيا بحاجة إلى صواريخ بعيدة المدى... لحرمان المحتل من فرصة وضع قاذفات صواريخ في مكان ما بعيدا عن خط المواجهة وتدمير المدن الأوكرانية".
24 مقاتلة
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا بحاجة إلى الصاروخ (إيه.تي.إيه.سي.إم.إس) الأمريكي الصنع الذي يبلغ مداه 297 كيلومترا. وأحجمت واشنطن حتى الآن عن توفير هذا السلاح. وفي وقت سابق اليوم، نفى سلاح الجو الأوكراني يوم السبت صحة تقرير صحفي أفاد بأنه ينوي الحصول على 24 طائرة مقاتلة من دول حليفة، قائلا إن المحادثات حول عمليات التسليم المحتملة لا تزال مستمرة، وذلك حسبما أفادت صحيفة بابل الإلكترونية الأوكرانية.
وقال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستدرس "بعناية شديدة" فكرة إمداد الطائرات مع كييف وحلفائها. واستبعد وزير الدفاع الألماني قبل أيام فكرة إرسال طائرات إلى أوكرانيا