ميركل: لن تكون هناك مساعدات اقتصادية لتركيا حتى تعود للديمقراطية
المستشارة الألمانية تؤكد أنها ستتناول خلال لقائها مع الرئيس التركي "أوضاع حقوق الإنسان بتركيا، والمواطنين الألمان المعتقلين هناك".
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن بلادها لن تقدم أي مساعدات اقتصادية لتركيا، مشيرة إلى أنها ستتناول خلال لقائها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوضاع حقوق الإنسان في بلاده.
- الجالية التركية في ألمانيا تستعد لتظاهرات حاشدة تنديدا بزيارة أردوغان
- ألمانيا: حكومة أردوغان طلبت اعتقال 791 معارضا خلال عامين
جاء ذلك بحسب خبر نقلته النسخة التركية من موقع "دويتشه فيله" الإلكتروني، نقلا عن تصريحات أدلت بها المسؤولة الألمانية قبيل ساعات من لقائها مع الرئيس التركي.
وبدأ أردوغان، الخميس، زيارته إلى ألمانيا التي تستمر ثلاثة أيام؛ تلبية لدعوة نظيره فرانك فالتر شتاينماير.
ويعقد أردوغان، الجمعة، اجتماعا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يعقبه مؤتمر صحفي، يتوقع أن يركز على العلاقات الثنائية ومواقف الدولتين من الملفات الإقليمية والدولية.
وذكرت ميركل أنها ستتناول خلال اللقاء "أوضاع حقوق الإنسان في تركيا، والمواطنين الألمان المعتقلين هناك".
ويعد سجن النظام التركي عددا من المواطنين الألمان في تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، منتصف يوليو/تموز 2016، أكبر مشكلة ألقت بظلالها على العلاقات بين البلدين.
ووفقا للبيانات الرسمية، فإنه لا يزال هناك خمسة مواطنين ألمان مسجونين في تركيا على ذمة التحقيقات.
المستشارة الألمانية ذكرت كذلك أن "وضع حقوق الإنسان في تركيا ليس كما ينبغي"، مضيفة: "فهناك معتقلون ألمان زج بهم في السجون التركية لأسباب سياسية".
وبخصوص مسألة المساعدات الاقتصادية لتركيا، قالت ميركل: "لن تكون هناك أي مساعدات اقتصادية لأنقرة؛ لكننا مضطرون للعمل معا اقتصاديا، وبالتأكيد يمكننا التفاهم بخصوص أشياء ما".
تجدر الإشارة إلى أن المعارضة الألمانية تطالب ميركل بممارسة ضغوط على تركيا من أجل العودة إلى الديمقراطية مقابل تقديم مساعدات اقتصادية لها.
ووصل أردوغان إلى مدينة برلين قادما من نيويورك بعد مشاركته في اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبرفقته وفد رفيع المستوى من ضمنه وزراء الخزانة والمالية والصناعة والتكنولوجيا والدفاع والتجارة ورئيس جهاز المخابرات.
وتعد زيارة الرئيس التركي إلى ألمانيا، أول زيارة دولة له، بعد الانتقال إلى النظام الرئاسي بتركيا، وهي الأولى أيضا بعد التوتر الذي شاب العلاقة بين برلين وأنقرة على ضوء الخلاف في عدة ملفات داخلية ودولية.
وشهدت 10 مدن ألمانية، خلال الأيام القليلة الماضية، عدة وقفات احتجاجية اعتراضا على زيارة أردوغان المرتقبة.
وخرجت المسيرات استجابة لدعوات أكثر من 100 منظمة في ألمانيا تحت شعار "لا مرحبا بك يا أردوغان"، حيث انطلقت قبل الزيارة بأسبوع كامل.
ومن المقرر أن تشهد شوارع برلين، اليوم، وكولونيا، غدا، مظاهرات واسعة ضد زيارة الرئيس التركي.
ولم يكن رفض زيارة أردوغان إلى ألمانيا مقتصرا على الجالية التركية، فقد كشف استطلاع رأي نشرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية نتائجه، عن رفض الشارع الألماني زيارة أردوغان إلى برلين.
وأكد استطلاع الرأي، الذي أُجري من قبل شركة Civey للدراسات واستطلاعات الرأي، أن اثنين من بين كل ثلاثة مواطنين ألمان يرفضان زيارة أردوغان لبلادهما.
وساءت علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة نتيجة سلسلة خلافات حول ملفات تتعلق بحقوق الإنسان وحكم القانون، لا سيما بعد حملة القمع الواسعة التي شنّها أردوغان إثر محاولة الانقلاب الفاشل ضده في يوليو/تموز 2016.
وتغص السجون التركية بنحو 50 ألف شخص على ذمة المحاكمة في قضايا تتعلق بمحاولة الانقلاب المزعوم، كما أوقفت السلطات عن العمل نحو 150 ألفاً من الموظفين الحكوميين، بينهم مدرسون وقضاة وجنود بموجب أحكام الطوارئ التي فرضتها تركيا بعد محاولة الانقلاب.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز