أردوغان وألمانيا.. "وحْل" من التناقضات لإنقاذ اقتصاده وعلاقته مع أمريكا
في عام تقريبا، تغير موقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تجاه ألمانيا بنسبة 180 درجة، لينتقل من الطرح إلى نقيضه
في عام تقريبا، تغير موقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تجاه ألمانيا بنسبة 180 درجة، لينتقل من الطرح إلى نقيضه، في خطوة تشي بأن الرجل مستعد للغرق في جميع التناقضات مقابل منافعه وأهدافه.
فقبل عام، دعا أردوغان الألمان من أصول تركية لعدم التصويت للمستشارة أنجيلا ميركل، واصفًا حزبها وحلفاؤه بـ"أعداء تركيا".
موقف سرعان ما انقلب عليه، ليتبع الآن نمطًا جديدًا من خلال تغيير لهجته تجاه برلين سعيًا وراء منافع اقتصادية وإصلاح علاقاته مع واشنطن.
- بلومبرج: إطلاق القس الأمريكي لن ينهي العقوبات على تركيا
- أوروبا توقف منحة لتركيا بـ70 مليون يورو بسبب انتهاكات أردوغان
هذا ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي رأت أن هذا التقارب لم يكن أبدا بمحض الصدفة، خصوصا في ظل ما تكابده أنقرة من تداعيات أسوأ أزماتها الاقتصادية في 15 عاما، على خلفية انهيار الليرة المحلية.
ومع الزيارة التي من المتوقع أن يجريها أردوغان، الخميس، إلى ألمانيا، تتأكد قراءات محللين بأن أنقرة تسعى لإصلاح العلاقات مع واشنطن، والتي ساءت بشكل كبير على خلفية القس الأمريكي أندرو برونسون المسجون في تركيا.
فتسلسل الأحداث كان واضحا: رفضت أنقرة الإفراج عن القس، فتوترت العلاقات، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على تركيا، ما عجل، لاحقا، بانهيار الليرة.
ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن العلاقات بين تركيا وألمانيا وصلت إلى أدنى مستوياتها العام الماضي، مع تبادل مسؤولين بارزين من الدولتين اتهامات بالابتزاز وحتى بالتحريض على الإرهاب.
ورغم غياب أرضية مشتركة بين أنقرة وبرلين في ما يتعلق بالضرورات الديمقراطية، إلا أن العلاقة بين الطرفين تبدو محكومة بمعادلة مقايضة المصالح بين الطرفين.
فالاقتصاد التركي يترنح، والليرة التركية تتقلب تحت ضغوط شديدة، ما أجعلها تفقد حوالي 40 % من قيمتها العام الجاري، وسط معدلات تضخم مرتفعة وديون خارجية متزايدة، ما دفع أردوغان -بديهيا ـ إلى البحث عن سبل لتحسين العلاقات التجارية والحصول على دعم سياسي.
محللون أتراك تحدثوا عن تطورات مفاجئة في العلاقات بين ألمانيا وتركيا في الشهرين الماضيين، تتضمن إطلاق سراح سجناء ألمان ممن جرى اعتقالهم في إطار حملة أردوغان على الخصوم السياسيين والنقاد.
ونقلت الصحيفة عن أوزجور أونلوهيسار جيكلي، رئيس صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة في أنقرة، قوله إن هناك فرصة ضئيلة لإعادة تنشيط عملية انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن ذلك «يتطلب إجماعا بين أعضاء الاتحاد، غير أن التراجع التركي في المعايير الديمقراطية تجاوز الحد الذي يمكن للزعماء الأوروبيين التغاضي عنه».
ولفت جيكلي إلى أن ألمانيا يمكنها أن توفر الدعم السياسي لأنقرة في وقت حاسم، مشيرًا إلى أن تركيا تسعى وراء الحصول على دعم برلين لإصلاح علاقتها مع الولايات المتحدة واقتصادها.