ألمانيا توجه تحذيرا أخيرا لأوروبا بشأن استئناف السياحة
يعتقد أن مئات من السياح من دول مختلفة بينها ألمانيا والنرويج وأيسلندا أصيبوا بالمرض في إيشجل.
حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من الإسراع بإعادة فتح المقاصد السياحية قبل الأوان. وقال إن على أوروبا الاتفاق على مسار مشترك للعودة لحرية السفر والتنقل بعد القيود التي فرضت للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال ماس لصحيفة بيلد أم زونتاج اليوم الأحد "السباق الأوروبي على من يسمح بحركة السياحة أولا سيؤدي لمخاطر غير مقبولة".
وأشار ماس لارتفاع عدد حالات العدوى في منتجع إيشجل النمساوي للتزلج، حيث يُعتقد أن كثيرا من السياح الألمان التقطوا العدوى.
وقال: "لقد شهدنا بالفعل ما يمكن أن تفعله العدوى الجماعية في منتجع عطلات مزدحم في الدول التي أتى منها السياح، لا يجب أن يتكرر ذلك".
ويعتقد أن مئات من السياح من دول مختلفة بينها ألمانيا والنرويج وأيسلندا أصيبوا بالمرض في إيشجل. وواجهت السلطات المحلية اتهامات بالتراخي في التحرك بعد أن اتضح أن الفيروس وجد أرضا خصبة في حانات المنتجعات المزدحمة وانتشر في إيشجل لمدة شهر قبل أن يتم فرض حجر صحي هناك في 13 مارس/آذار الماضي.
ورفعت السلطات النمساوية الأسبوع الماضي إجراءات الحجر الصحي المفروضة على 3 من أشهر منتجعات البلاد من بينها إيشجل قبل أيام من انتهاء فترة القيود.
وأكد ماس أن أوروبا بحاجة للاتفاق على معايير مشتركة لعودة حرية التنقل والسفر "في أسرع وقت ممكن لكن بكل المسؤولية التي تقتضيها الضرورة".
وأضاف "لا يجب علينا أن نترك النجاحات التي حققناها بعد عناء في الأسابيع القليلة الماضية تذهب هباء".. مشيرا أن التعجل قد يؤدي لفرض قيود على السفر لفترات أطول بكثير.
ويوم الثلاثاء، بدد وزير الخارجية الألماني آمال بشأن موسم عطلات بدون قيود على الحياة العامة في صيف هذا العام.
وقال ماس عقب مؤتمر عبر الفيديو مع نظرائه من النمسا وسويسرا ولوكسمبورج وليشتنشتاين في برلين: "ليس من الممكن أن يكون هناك موسم عطلات طبيعي مليء بالبارات الشاطئية والأكواخ الجبلية خلال هذا الصيف. سيكون ذلك تصرفا غير مسؤول"، مشيرا في هذا السياق إلى أن جميع الفعاليات الكبيرة ملغاة حتى نهاية أغسطس/آب المقبل.
وفي المقابل، لم يستبعد ماس بذلك إعادة فتح الحدود أمام السائحين قبل الصيف وإتاحة القيام بعطلات سفر بقيود محددة، موضحا أن هذا أمر يصعب التنبؤ به حاليا.
ويسري في ألمانيا منذ مارس/آذار الماضي تحذير للسائحين من السفر إلى أنحاء العالم حتى 3 مايو/أيار المقبل.
وقد ألحق وباء كورونا أضرارًا جسيمة بالسياحة ليس فقط أوروبيًا ولكن أيضًا على المستوى العالمي، حيث يمثل هذا القطاع 10.3% من الناتج الإجمالي العالمي، وأشارت التقديرات الأولية الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى انخفاض في السياحة العالمية بنسبة 45% خلال عام 2020، وقد تصل هذه النسبة إلى 70% في حالة تباطؤ جهود تحقيق التعافي حتى شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
كما أوضحت تقديرات المجلس العالمي للسفر والسياحة أن ما يقارب من 75 مليون وظيفة في قطاع السياحة باتت مهددة بالخطر، وهو ما قد يؤدي إلى خسارة في الناتج الإجمالي العالمي قد تصل إلى 2.1 تريليون دولار عام 2020.
على المستوى الأوروبي يبدو الوضع شديد التأزم، حيث تكبد قطاع السياحة خسائر فادحة بعد أن تلقى ضربة موجعة من جراء انتشار "كورونا"، لاسيما أن هذا القطاع يمثل 10% من الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي وفقا للمفوضية الأوروبية للسياحة، بينما تصل هذه النسبة إلى 14% في بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تعتمد بشكل أساسي في إيراداتها على قطاع السياحة.
فمن باريس وبرلين، وصولًا إلى روما ومدريد بات من الملاحظ أن أشهر المعالم السياحية في أوروبا، التي عادة ما تكون مكتظة بالزوار، أصبحت الآن خالية من البشر نتيجة لإجراءات الإغلاق التام أو الجزئي التي تتبعها معظم المدن الأوروبية، في إطار الجهود المبذولة للحد من انتشار هذا الوباء.
ويوم الأربعاء، حذر صندوق النقد الدولي من المخاطر التي تواجهها دول جنوب منطقة اليورو، كإسبانيا وإيطاليا والبرتغال واليونان، والتي يعتمد اقتصادها بدرجة كبيرة على السياحة.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز