حوض غدامس النفطي.. ملامح صراع جديد في الغرب الليبي
لا تكاد تهدأ أزمة في ليبيا حتى تشتعل أزمة جديدة، نتيجة الانقسام السياسي والصراع على الثروات بين الأطراف المختلفة، التي لم يسلم منها قطاع النفط باعتباره مصدر الثروة الرئيسي في البلد المثقل بالأزمات والحروب منذ عام 2011.
والخميس حذر ما يعرف بالمجلس الأعلى لثوار الزنتان وحراك 17 فبراير بالمدينة من مغبة محاولة عقد صفقات مشبوهة تخص حوض غدامس النفطي، أحد أهم الأحواض النفطية في المنطقة ككل.
وأكدوا أن النفط ملك لكل الشعب الليبي، ولا يحق لأي جهة أو فرد الاستحواذ عليه أو استغلاله لتحقيق مصالح سياسية أو مالية ضيقة، محذرين الدول والشركات الأجنبية من مغبّة ما وصفته بالتعاملات المشبوهة أو عقد اتفاقات تخدم فئة معينة على حساب الشعب الليبي.
كما أعربوا عن رفضهم لما وصفوه بمحاولات بيع قوت الليبيين والتلاعب بمقدراتهم، مطالبين بالإسراع في انتخاب حكومة شرعية موحدة يحق لها توقيع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ووضع قانون عادل يحمي ثروات الوطن ويصون حقوق المواطنين بعيدا عن عبث الطامعين في السلطة.
وهددوا بأن الشعب الليبي لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التجاوزات، وإذا لزم الأمر فسيحشدون الليبيين للدفاع عن ثرواتهم، ولن يتوانوا عن تحويل المنطقة إلى ساحة صراع مسلح وجهاد للحفاظ على نفط ليبيا، وفق قولهم.
حوض غدامس
وتصنف ليبيا خامس أكبر دولة في قارة أفريقيا من حيث المساحة (1.76 مليون كيلومتر مربع)، وتمتلك 5 أحواض رسوبية، 4 منها تنتج النفط الخام، وهي سرت ومرزق وغدامس والكفرة.
وتسعى العديد من الشركات الدولية للعمل في حقل غدامس النفطي شمال غربي ليبيا على الحدود مع تونس والجزائر في الكتلة المعروفة بـNC7، إذ يوجد أكبر حقول الغاز في ليبيا "الوفاء"، وتبلغ احتياطات الغاز به نحو 50 تريليون قدم مكعب من الغاز، ويغطي الحوض مساحة تبلغ 390 ألف كيلومتر مربع بسعة تقديرية 3.5 مليار برميل من النفط.
انتعاشة النفط
يأتي ذلك في حين يواصل قطاع النفط الليبي انتعاشه، مدعوما بزيادة الإنتاج وتطوير الآبار، في ظل مناخ الاستقرار الأمني الذي تنعم به الحقول والموانئ بحماية القوات المسلحة العربية الليبية.
وبلغت معدلات الإنتاج اليومي من النفط الخام والمكثفات والغاز الطبيعي خلال الـ24 ساعة الماضية، معدلات قياسية.
وكشفت المؤسسة الوطنية للنفط أنها أنتجت خلال الـ24 ساعة الماضية مليون و404 آلاف و736 برميلا من النفط الخام، و50 ألفا و258 من المكثفات، و207 آلاف و138 من الغاز الطبيعي، ليحقق إجمالي الإنتاج رقما قياسيا جديدا بإجمالي مليون و662 ألفا و132 برميلا.
الثروة والصراع
ويشكّل قطاع النفط والغاز في ليبيا 95% من ميزانية الدولة، وهو ما يجعل أطراف الصراع على السلطة، المحتدم منذ عام 2011 تلجأ إلى سلاح غلق حقول النفط من وقت لآخر، كوسيلة ضغط لتحقيق أهدافها.
وعانى قطاع النفط مرارا من توقفات نتيجة إعلان القوى القاهرة على الحقول والموانئ، بفعل ضغط بعض الأطراف لتحقيق مكاسب معينة، أو للضغط في أزمات أخرى، التي كان آخرها وأبرزها توقّفه لأسابيع العام الماضي، عقب أزمة تغيير قيادات المصرف المركزي التي اختلفت حولها مؤسسات في شرق وغرب ليبيا.
aXA6IDE4LjExOS4xMzUuMjMxIA== جزيرة ام اند امز