بالصور.. "غدامس".. إحدى أقدم مدن العالم و"لؤلؤة صحراء" ليبيا
تاريخ "غدامس" يعود إلى العصر الروماني؛ حيث وجدت نقوش حجرية تدل على وجود حياة في هذه المنطقة منذ 10 آلاف سنة.
تُعرف منذ القدم بأنها "لؤلؤة صحراء" ليبيا، فهى واحة كبيرة وسط منطقة جغرافية قاحلة، تقع في الجنوب الغربي للعاصمة طرابلس على الحدود التونسية والجزائرية، هى واحدة من أقدم مدن العالم الصحراوية.. إنها مدينة "غدامس".
يعود تاريخ "غدامس" إلى العصر الروماني؛ حيث وجدت نقوش حجرية تدل على وجود حياة في هذه المنطقة منذ 10 آلاف سنة، وقد احتلها "القرطاجيون" عام 795 ق.م، ثم الرومان عام 19ق.م، وافتتحها العرب بقيادة عقبة بن نافع عام 42 هـجرياً.
يبلغ عدد سكان "غدامس" حوالي 25 ألف نسمة، معظمهم من "الأمازيغ"، يعيشون فى بيوت من الطين وخشب النخيل ملتصقة فيما بينها مثل خلايا النحل.
لبيوت "غدامس" طراز خاص تختلف عن نظرائها في شتى دول العالم؛ حيث بنيت بشكل عمودي، يستخدم الطابق الأرضي لتخزين المواد الغذائية والأساسية، والطابق الأول لسكن العائلة، بينما أسطح المنازل مفتوحة للنساء؛ حيث تسمح الممرات التي تربط أسطح البيوت ببعضها بتنقل النساء بكل حرية وتحجبها عن أنظار الرجال.
وفي عام 1986، صنفت "اليونسكو" غدامس القديمة مدينة تاريخية ومحمية من قبل المنظمة.
وغدامس هى واحة نخيل، وقد عرفت تاريخياً بـ"مدينة القوافل" لمحطتها الرئيسية على خط التجارة بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى، ولها علاقة تاريخية مزدهرة في التجارة مع قبائل الـ"تمبكتو" فى مالي، وتعرف أيضاً بأنها واحدة من أشهر المدن الأفريقية الشمالية.
ترتبط غدامس بالعاصمة طرابلس بطريق بري يمتد لمسافة 600 كم، ويمر تحت جبل نفوسة، وهي السلسلة الجبلية الممتدة من مدينة "الخمس" إلى "نالوت"، ويوجد بالقرب من المدينة مهبط للطائرات، تربطها رحلات دورية مع طرابلس وسبها.
دخل الإسلام غدامس عام 44 هجرية، على يد الصحابي عقبة بن نافع الفهري، وكانت الديانتان المسيحية واليهودية هما السائدتين قبل الإسلام.
احتل الإيطاليون "غدامس" عام 1924، وأخضعوها لسلطتهم حتى خروجهم منها ودخول القوات الفرنسية إليها عام 1940، وظل الفرنسيون في غدامس حتى 1955.
وتقسم "غدامس" إلى 3 أقسام، المدينة العتيقة، حيث السور والجامع، وغابة النخيل، والمدينة الحديثة، حيث المباني الحديثة نسبياً.
تضم غدامس كهوفاً كانت سجوناً للمملكة "الأمازيغية"، وبها غرائب من البناء والأنفاق المعقودة تحت الأرض.
ويوجد في مدينة غدامس مطاران، هما مطار غدامس القديم، الذي يعتبر من أقدم المطارات الليبية؛ حيث تم إنشاؤه في فترة الاحتلال الفرنسي، ومطار غدامس الحديث، وهو معد لاستقبال الطائرات الصغيرة والعملاقة, وبه عدة مهابط.
سكان غدامس الأصليون من الأمازيغ والطوارق، أما سكانها من الأمازيغ فهم المنتسبون إلى قبيلتين أمازيغيتين، هما بني وازيت وبنو وليد.
ومن أهم المعالم الأثرية ذات القيمة السياحية في غدامس، "التمسمودين"، وهي آثار رومانية على هيئة تماثيل مبنية بأحجار الجبس، ويذكر أنها بقايا معابد رومانية قديمة.
كما يوجد في "غدامس" بقايا قصور وحصون مهجورة، منها قصر الغول وقصر بن عمير وقصر مقدول، إضافة إلى القلعة العثمانية التي خصص جزء منها لمتحف غدامس، وتمثل عين الفرس الشهير وبحيرة مجزم.
ومؤخراً، اختار المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، مدينة "غدامس" التاريخية لتكون ملتقى الفرقاء الليبيين وجموع القبائل الليبية والشخصيات العامة والسياسية في البلاد، في "الملتقى الوطني الجامع"، الذي دعا إليه في منتصف شهر أبريل/نيسان المقبل، لوضع خارطة طريق محددة تنهي الفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد منذ 8 سنوات.
aXA6IDMuMTQ0LjguNzkg
جزيرة ام اند امز