غدي الرحباني: "ملوك الطوائف" تروي مرحلة مهمة من تاريخ الأندلس
اللجنة المنظمة لمهرجان قرطاج الدولي تنظم مؤتمرا صحفيا لطاقم مسرحية "ملوك الطوائف"، يحضره مروان وغدي وأسامة الرحباني، وهبة طوجي.
استحضر المؤلف الموسيقي غدي الرحباني، كلمات الراحل منصور الرحباني، مؤلّف وملحن مسرحية "ملوك الطوائف"؛ لتقديم هذا العمل الذي يعرض يومي الإثنين والثلاثاء على المسرح الروماني بقرطاج، في إطار الدورة الـ55 لمهرجان قرطاج الدولي.
وقال "غدي"، خلال مؤتمر صحفي عقدته اللجنة المنظمة للمهرجان: "ملوك الطوائف تروي مرحلة مهمة من تاريخ العرب في الأندلس، يوم راحت الدولة الموحّدة تنقسم إلى دويلات، واستغلّ كل حاكم أو أمير مدينة سمّاها مملكة، ودُعي الجميع ملوك الطوائف".
حضر المؤتمر الصحفي طاقم مسرحية "ملوك الطوائف"، وهم: المخرج مروان الرحباني، وغدي وأسامة الرحباني، المشاركان في التلحين والتوزيع، وهبة طوجي وغسان صليبا بطلا العمل.
وقال "غدي" إن "ملوك الطوائف يتكررون، يعودون في أزمنة وأمكنة متعددّة، ولعلنا اليوم نعيش هذا التاريخ، ونصادف أحد هؤلاء الملوك يتصدّر إحدى الحفلات، أو يصرّح لوسيلة إعلامية".
وأشار إلى خصوصية "ملوك الطوائف" التي أنجزت قبل 16 عاما؛ "لتروي فترة من أهم تاريخ العرب بقراءة تسقط الماضي على الحاضر، وتستلهم العبر وتذكّر بالدرس الذي يتغافل الحكام عن مغزاه"، على حد قوله.
بينما قال مروان الرحباني: "قلما نرى مهرجانا يستقطب مسرحيات غنائية تنتهج نقد السلطة وتفضح خباياها هذا من ناحية، كما أنها في العموم تعتبر أعمالا مكلفة ولا نعني أجور الممثلين والراقصين وإنما الديكورات والأزياء والإضاءة وسائر المتممات الحركية، وليست كل المهرجانات قادرة على استقبال عمل بهذا الحجم".
وأضاف: "الشعب التونسي يكملنا، تجمعنا أشياء كثيرة لعل أهمها أننا من نسل واحد، فقرطاج هي امتداد لصور، وما ينتجه لبنان مرحّب به دائما في تونس".
وأوضح أن "جمال المسرح الرحباني بكل فروعه يحاول ملامسة الواقع وكشف عيوبه، لكنه لا يقدّم حلولا، هو فقط يترك في نهاية كل عمل طاقة مفتوحة يفهم منها الجمهور المغزى والعبرة".
تطرق أسامة الرحباني لأعمال "الأب" مهندس هذا العمل، وتحدث عن رؤيته، ووصفها بـ"العبقرية التي تجعل منها مدوّنة تستمرّ على مدى عقود، لأنها تضع الإصبع على موطن الداء".
وقال: "تختلف القراءات لكن التاريخ يتكرّر في (ملوك الطوائف)، وهي مسرحية تحاكي الأجواء العربية السائدة، من خلال سرد تاريخي لوقائع عاشتها الأمة العربية في الأندلس، وظلت تحت تأثيرها إلى يومنا هذا".
وتابع: "22 دولة تحولت إلى ممالك على كل منها ملك منشغل عن قضايا شعبه بالكيد وحياكة الدسائس لباقي الملوك في السر، أما في العلن فالنفاق سيّد العلاقات"، مشيرا إلى أن "هذه باختصار الأجواء التي تجري فيها أحداث هذا العمل الملحمي، الذي يعرض على ركح قرطاج بعد سنوات من الانقطاع أو ربما الإقصاء".
فيما وصفت الفنانة هبة طوجي ارتباط اسمها بهذه العائلة الفنية العريقة بـ"الشرف الكبير والمسؤولية الجسيمة"، مشيرة إلى أن "ملوك الطوائف" ليس أول عمل مسرحي غنائي تشارك فيه، مضيفة: "لدي 4 تجارب سابقة في هذا المجال، علاوة على ألبومات تضم مجموعة من الأغنيات من تلحين أسامة الرحباني".
وأكد غسان صليبا أن العمل في المسرح الغنائي عشقه الكبير، لأنه يجد نفسه في المكان الصحيح، وصوته وسط ذلك المناخ الفني يصبح أجمل وأقدر على حمل المعاني، لكن ذلك لا يمنعه من الغناء منفردا.
انطلقت الدورة الـ55 من مهرجان قرطاج الدولي 11 يوليو/تموز، وتتواصل حتى 20 أغسطس/آب، بمشاركة 31 عرضا عالميا وعربيا.