التحقيق مع الغنوشي.. قيادي إخواني يهدد: "لكل حادث حديث"
خطاب عدواني تخرج سمومه من لسان إخوان تونس، في وقت تنهي فيه البلاد عشرية سوداء من التعفن وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
فبالتزامن مع مثول زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي، أمام القضاء، اليوم الثلاثاء، بتهم تتعلق بالإرهاب وتبييض الأموال، خرج القيادي الإخواني البارز ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري، يهدد بأن أي إجراء يقضي بتوقيف الغنوشي سيكون لحركته موقف جدي.
وقال البحيري، في تصريحات للإعلاميين أمام قطب مكافحة الإرهاب (محكمة مختصة) حيث يمثل الغنوشي: "سيكون لكل حادث حديث".
تهديد يراه مراقبون بأن الحركة بدأت تكشف عن وجهها الإرهابي الحقيقي وتكشر عن أنيابها وتهدد بالعنف الذي يعتبر عقيدة الإخوان.
ويخضع اليوم الثلاثاء، زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي للتحقيق من قبل قطب مكافحة الإرهاب، كمتهم في قضية جمعية "نماء" الخيرية المتهمة في قضايا إرهابية وفق دعوى رفعتها ضده هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
في هذه الأثناء، أفاد مراسل "العين الإخبارية" بتعزيزات أمنية كبيرة يشهدها محيط القطب القضائي بعد توافد عدد من أنصار الإخوان منذ صبيحة اليوم، حيث تجمعوا قرب القطب لمساندة زعيمهم ولبث الفوضى في حال تم توقيف الغنوشي.
"جمهورية جديدة"
وتعقيبا على مثول الغنوشي أمام القضاء، قال عبدالمجيد العدواني الناشط والمحلل السياسي، إنه "يوم تاريخي لأنه لأول مرة منذ سنة 2011 يتم استنطاق والتحقيق مع الغنوشي كمتهم في قضية ثقيلة"، لافتا إلى إمكانية توقيفه.
ورأى العدواني -في حديث مع "العين الإخبارية"- أن "صخرة الإخوان تتكسر"، مؤكدا أن "مجرد خضوع الغنوشي أمام التحقيق يعتبر إنجازا حقيقيا، لأنه لم يكن أي شخص يعتقد أن القضاء يمكنه أن يتحرر من قبضة الإخوان بعد أن وضع نور الدين البحيري يده عليه طيلة العشرية السابقة منذ أن تولى وزارة العدل سنة 2012".
ولفت إلى أن القضاء يستعيد عافيته بعد أن وقع عزل لـ57 قاضيا متهما بالتستر على ملف الاغتيالات السياسية وتسفير الإرهابيين إلى بؤر الإرهاب.
وأضاف الناشط السياسي "اليوم نعيش على وقع تونس الجديدة الخالية من الإخوان، لأن رمزية الغنوشي والهالة التي كانت تحيط به من قبل أنصاره انطفأت اليوم".
وكانت السلطات التونسية بدأت التحقيق في ملف القضية، إثر شكوى تقدمت بها لجنة الدفاع عن القياديين شكري بلعيد، والقومي محمد البراهمي، اللذين تم اغتيالهما عام 2013، حيث وجهت اتهامات لجمعية خيرية بالحصول على تمويلات مجهولة المصدر من الخارج.
وقال رضا الرداوي، عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، إن الجمعية تأسست في 2011 تحت اسم "نماء تونس" الخيرية، وكان هدفها تشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتورطت في جرائم التسفير (تسفير شباب تونسي للقتال بمناطق النزاع والحروب)، وتم فتح تحقيقات أولية سرعان ما لاحقتها يد حركة "النهضة" الإخوانية عبر ذراعها في القضاء، وتم وقف التحقيق.
وأوضح الرداوي أن الجمعية كانت تتخذ من "تشجيع الاستثمار" غطاء لها، فيما "كان دورها الباطني إدارة ملف تسفير الشباب إلى بؤر الإرهاب مقابل مبالغ مالية يتم تحويلها إلى حساباتها البنكية".
وأشار إلى أن "أحد الأطراف المتهمة هو شخص يدعى ناجح الحاج لطيف، وهو يدير أعمال راشد الغنوشي، وإحدى أذرعه الخفية، وكان وكيلا لشركة تنشط في مجال النسيج بتونس، وهذه الشركة بريطانية في الأصل وتم طرده منها، لكنه خلال إدارته للشركة كان يستغل الحساب الإلكتروني للشركة الثانية في إدارة الأعمال الإدارية والمالية المشبوهة مع حركة النهضة".
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg جزيرة ام اند امز