موقع فرنسي: الغنوشي يزوِّر تاريخ تونس لصالح أردوغان
الغنوشي تحدث لصحيفة تركية مدعيّاً أن الجيش العثماني أنقذ الإسلام في تونس، وأن بلاده تدين بالفضل لتركيا منذ ذلك التاريخ.
"الغنوشي المتلوّن بعد قطر يسعى إلى الحماية التركية".. العنوان الذي لخص به موقع فرنسي مسيرة قائد فرع تنظيم الإخوان الإرهابي في تونس راشد الغنوشي، الذي بات يدعو التونسيين إلى نزع هويتهم وإحلال الهوية التركية مكانها.
- مشروع تركيا-قطر-الإخوان بأفريقيا.. زعماء القارة السمراء ينتبهون
- قرقاش يفند حقيقة توجه الغنوشي بـ"فصل الدين عن السياسة"
ووفق موقع "أجورا فوكس" الفرنسي؛ فإن الغنوشي في بداية ما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي" منذ 2011 كان يهيئ التونسيين إلى قبول النفوذ القطري عبر تأكيده على الهوية العربية لتونس وضرورة التلاحم مع أشقائها العرب، خاصة قطر، غير أنه بعد افتضاح أمر دعم قطر للإرهاب وسوء سمعتها، بات يروج للبديل الآخر، وهو حليفه الوثيق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، داعيا التونسيين إلى الاقتداء بالهوية التركية وتعلم اللغة التركية لاستعادة "مجد" الأمة الإسلامية.
ويرأس الغنوشي حركة النهضة الإخوانية التي تشارك في الحكم، كما أنه عضو مكتب الإرشاد العام العالمي لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وقال التقرير الفرنسي إن الغنوشي في أحاديثه لوسائل الإعلام كان يركز على أن تونس عربية، وأثنى على علاقتها بقطر، وعندما سقطت قطر في نظر شعوب المنطقة، توجه بالثناء إلى تركيا، منسبا تونس إلى الأتراك العثمانيين؛ كونهم احتلوا تونس لعدة سنين، واعتبر الموقع الفرنسي أنه بذلك يحقر من التاريخ والثقافة التونسية العريقة.
ومنذ عودته من منفاه لم يتوقف الغنوشي عن التذكير بهوية تونس "العربية" وانتقاد من يبتعد عنها حيث "كان يهيئ الشعب التونسي لدخول الأيادي القطرية في البلاد والترحيب بهم"، بحسب الموقع، خاصة أن تركيا لم تكن مقبولة حينها للفروق الثقافية والجغرافية بين البلدين.
واستخدم الموقع الفرنسي في وصف قطر، وصف الصحفي الفرنسي كريستيان شينو في كتابه "قطر سر الخزائن المغلقة" بأنها "مثل الضفدع الذي يريد أن يصبح ثورا".
كما تحدث عن دور قطر في دعم حركة النهضة الإخوانية للوصول إلى الحكم على أنقاض النظام التونسي الحاكم السابق، تحت دعاوى أنه سيكون كفيلا بنشر الحريات والازدهار الاقتصادي ومكافحة الفساد، وهو ما لم يتحقق؛ ما تسبب في خسارة حركة النهضة بعضا من نفوذها خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
الغنوشي.. وتركيا
وبحسب الموقع "رأى الغنوشي بعد سقوط الرهان على قطر أن يلقي بثقله كله على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حليفه الأخير وورقته الأخيرة، "داعيا التونسيين إلى العودة للهوية التركية، وأنه من الأفضل التقارب مع تركيا وتعلم لغتهم".
هذا التلون أثار غضب التونسيين، ونددوا بتلك التصريحات التي أدلى بها الغنوشي لصحيفة "الصباح" التركية وعدوها تحقر من هويتهم العريقة وتاريخهم.
وقال الغنوشي للصحيفة إن تونس تدين بالولاء للجيش العثماني في بقائها مسلمة، وإنه حماها من غزو الإسبان، وإنه عندما ذهب إلى تركيا زار قبر سنان باشا، قائد الجيش الذي غزا بلاده، وبكى عنده تأثرا بفضله.
ويرى الموقع أنه لحسن الحظ فإن بعض المفكرين فنّدوا ادعاءات الغنوشي، من بينهم المفكر جعفر الأكحل، الذي قال إن "الإسلام دخل "تركيا" بعد ألف سنة من دخوله تونس، ولم يعرف الأتراك الإسلام إلا بعد سقوط القسطنطينية، والإمبراطورية البيزنطية، قاصدا من وراء ذلك إلى أن الرد على من يدعون أن تركيا مصدر مجد وعزة الإسلام، وأن التحالف معها هو تحالف لتقوية الإسلام.
وإذا كان العثمانيون قد طردوا الإسبان من تونس على حد زعم الأتراك عام 1574؛ فإن ذلك من أجل الاحتلال العثماني، وليس من أجل تحرير تونس، فإنما كان استبدال احتلال باحتلال، ولم يكن بهدف تعليم تونس الإسلام الذي تعرفه قبل تركيا بألف عام.
وأضاف أن الإسبان في ذلك الوقت لم يكونوا يريدون تنصير أهل تونس، ولا حتى نشر اللغة الإسبانية، وإنما كان هدفا استعماريا اقتصاديا فحسب.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز