خبيران لـ"العين الإخبارية": زيارة سلامة للقاهرة تهدف إلى توحيد الجيش الليبي
الخبيران في الشأن الليبي أكدا أن زيارة المبعوث الأممي بشأن ليبيا للقاهرة تؤكد علي محورية مصر ، ولمحاولة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
ستة اجتماعات استضافتها العاصمة المصرية للقادة العسكريين الليبيين، في محاولة لتوحيد المؤسسة العسكرية، فيما تلوح في الأفق جولة سابعة بعد زيارة المبعوث الأممي بشأن ليبيا غسان سلامة إلي القاهرة.
وبدأ سلامة ونائبته ستيفاني ويليامز، السبت، زيارة إلي القاهرة تستغرق يومين، لمناقشة آلية استئناف الاجتماعات التي تقودها مصر، منذ ما يقرب من عام، بشأن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتأمين العاصمة طرابلس وحل المليشيات المسلحة، بحسب ما ذكر مصدر دبلوماسي مصري.
وقال المصدر لـ"العين الإخبارية"، إن سلامة سيطلع المسؤولين المصريين على آخر تطورات الملف الليبي، فضلاً عن نتائج الجولة الأوروبية الأخيرة للمبعوث الأممي ونائبته، بالإضافة إلى "مؤتمر باليرمو" حول ليبيا المقرر عقده في صقلية الشهر المقبل.
تأكيد محورية الدور المصري
يقول إبراهيم بلقاسم، الباحث السياسي الليبي، إن زيارة سلامة، في هذا الوقت للقاهرة تؤكد على دور مصر المهم في حل الأزمة الليبية ورعايتها لاجتماعات توحيد المؤسسة العسكرية، التي وصلت إلى وضع تفاصيل هيكلية المؤسسة العسكرية الليبية في إطار دولة مؤسسات وتحت سلطة سياسية.
وأشار بلقاسم، في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية"، إلى أن زيارة سلامة للقاهرة، تحمل رسالة هامة جدا قد تدفع مشروع توحيد المؤسسات خطوات واسعة للأمام، وذلك كون مصر كان لها دور ملموس في هذا الشأن برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي لاجتماعات القاهرة وتكليفه لجنة رئاسية معنية بالملف الليبي.
واوضح أن سلامة يحمل أيضا رسالة واضحة يثمن فيها الدول التي تدعم دور بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، والمساعدة في الدفع باتجاه إجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانيه كمخرج للأزمة الحالية وإنهاء لحالة الانقسام واللادولة.
إيجاد حلول للمنزلق الليبي
من جانبه، يرى عيسى رشوان، الباحث السياسي الليبي، أن زيارة سلامة للعاصمة المصرية تهدف لمحاولة إيجاد حلول للانغلاق السياسي في الأزمة الليبية؛ حيث لا تعترف الأطراف ببعضها البعض، شرق البلاد يطالبون بمؤسسة عسكرية لضبط الأمن، بينما الغرب تطالب فيه القوى السياسية بمؤسسة عسكرية "على مقاسهم حامية لهم ولمصالحهم ومليشياتهم".
وتوقع رشوان، في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية"، تجمع "مجموعة من العسكريين قريبا في القاهرة وهو مجرد لقاء"، مضيفا أن "القرار النهائي لدي الطرف المعارض للجيش الليبي المتواجد في طرابلس. فالقادة العسكريون الممثلون للغرب الليبي ليسو أصحاب قرار فعلي علي الأرض".
وتشمل زيارة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لقاء وزير الخارجية المصرى سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
واستقبل أبو الغيط، اليوم الأحد، غسان سلامة ، حيث ناقشا آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، والجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لحلحلة الأزمة الليبية واستكمال المسار السياسي الذي يرعاه المبعوث الأممي، خاصة من أجل تجاوز الصعاب التي تقف أمام إتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، أن أبو الغيط جدد خلال اللقاء الإشادة بالجهود التي يضطلع بها سلامة للتوصل إلي اتفاق لوقف النار بين المليشيات المتناحرة في العاصمة طرابلس، ووضع وإنفاذ الترتيبات الأمنية التي تهدف إلى تثبيت الأمن والاستقرار في المدينة.
كما أعاد أبو الغيط التأكيد على أهمية التوصل إلي حل جذري وشامل ودائم للتهديد الذي تمثله المليشيات والتشكيلات المسلحة كشرط أساسي لإنجاح المسار السياسي وتهيئة الأجواء السياسية والأمنية المطلوبة لإنهاء المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.
خلاف جوهري
كان آخر اجتماع حول مسألة توحيد القيادة العسكرية الليبية، هو جولة سادسة من لقاءات القادة العسكريين الليبيين في القاهرة، في مارس/أذار الماضي، حيث فشل المجتمعون في التوصل لاتفاق نهائي.
واكتفى المشاركون، في الجولة السادسة من الاجتماعات، بالتقاط صور تذكارية وتوزيع بيان رسمي، تقرر فيه مواصلة وفد الجيش الليبي لسلسلة اجتماعاته في القاهرة خلال الفترة القليلة المقبلة، بهدف بحث آليات التنفيذ والتطبيق الفعلي للمشروع الوطني لتوحيد الجيش الليبي، بما يتلاءم مع مهامه المنوط بها، وكذلك لتلبية متطلبات واحتياجات الدولة.
وقال البيان، آنذاك، إنه "تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، واصل أبناء المؤسسة العسكرية الليبية، بمشاركة رؤساء الأركان، جهودهم لتوحيد الجيش الليبي، على أسس مهنية واحترافية خالصة، بما يجعله قادرا على الاضطلاع بدوره بصفته ضامنا لوحدة الدولة المدنية في ليبيا، وسيادتها على كامل ترابها الوطني، وحماية مقدراتها وثرواتها باعتبارها ملكا خاصا لأبناء الشعب الليبي، موضحا أن وفد الجيش الليبي اتفق على إعادة التأكيد علي الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا، وعلى مدنية الدولة، والابتعاد بالمؤسسة العسكرية عن أي استقطابات من شأنها التأثير السلبي على الأداء الاحترافي، والدور الوطني للجيش الليبي".
مراقبون أشاروا إلي أن عدم التوصل بين القادة الليبيين واختلافهم يرجع بالأساس إلى الخلاف حول تعريف "مَن هو القائد الأعلى للجيش الليبي في حال توحيده"؛ حيث يصر رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج أن يكون القائد الأعلي للجيش، في حين يري الجيش الوطني الليبي أن السراج لا يستحق ذلك المنصب، خاصة وأن حكومته لم تحظ بثقة البرلمان المعترف به دوليا، داعيا إلى أن يكون المنصب من نصيب رئيس البرلمان الليبي.