وزيرة مغربية لـ"العين الإخبارية": تجربة الإمارات تلهمنا للتحول الرقمي
وزيرة الانتقال الرقمي بالمملكة المغربية، أكدت في حوار خاص مع "العين الإخبارية" على عُمق العلاقات واستراتيجيتها مع دولة الإمارات.
غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي بالمملكة المغربية، أكدت في حوار خاص مع "العين الإخبارية" على عُمق هذه العلاقات واستراتيجيتها بالنسبة للبلدين، وذلك على هامش مشاركتها بفعاليات القمة العالمية للحكومات بدبي.
وأكدت أن المغرب يسعي للاستفادة من التجربة الإماراتية في التحول الرقمي، وخاصة مجالي الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
- قطاع النسيج بالمغرب.. بنية استثمارية جذابة ويد عاملة مبدعة
- إكسبو 2020 دبي.. جناح المغرب يفوز بالجائزة الذهبية لتصميم الرواق
مزور، التي شاركت يوم الأربعاء في جلسة منتدى الإدارة الحكومية العربية حول موضوع 'هل نحن جاهزون للقفزة الرقمية؟'، أكدت أن المملكة المغربية قطعت أشواطاً طويلة في مسار التحول الرقمي، وتعزيز البنية التحتية الرقمية وفق رؤية متبصرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وفيما يلي، نص الحوار الكامل مع غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي بالمملكة المغربية:
شاركتُم في جلسة خُصصت لمناقشة الأسس الصحيحة للتحول الرقمي الأمثل للحكومات في المنطقة العربية، أين وصلت المملكة المغربية في ورش التحول الرقمي؟
لقد قطعت المملكة المغربية أشواطاً كبيرة في تحولها الرقمي وتعزيز بنيتها التحتية الرقمية. ولعلَ المميزَ في عمل الحكومة على ورش التحول الرقمي هو وضعُها الرقمنة في خدمة المواطن المغربي، وعياً منا بأن التحول الرقمي صار محدداً أساسياً في استقطاب الاستثمار وتحديث الخدمات العمومية.
كما نستمدُ هذه الرؤية الطموحة من توصيات تقرير النموذج التنموي الجديد، الذي وضع هدف 'التحول نحو بلد رقمي حيث تعبأُ القدرات التحويلية للتكنولوجيا الرقمية تعبئة كاملة' على رأس رهاناته الخمسة الكبرى.
وأستطيعُ القول أن كل المؤشرات مشجعة لبلوغ هذا الهدف، إذ أن أعداد المشتركين في خدمة الإنترنيت بالمغرب بلغت حوالي 33.86 مليون مشترك، نهاية شهر سبتمبر / أيلول 2021؛ بنسبة نفاذٍ تبلغُ 93,24 في المائة.
وقد كان أبرزُ مثال على ذلك هو تجاوب المواطنين مع الآليات الرقمية واستعمال التكنولوجيا خلال جائحة كوفيد-19 وتحول مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية وكذا الشركات بالمملكة المغربية نحو العمل عن بُعد والإدارة الرقمية بشكل سلسٍ.
مثالٌ آخر على المُنجزات التي تحققت في ورش التحول الرقمي هو التوجه نحو تعميم الإدارة الإلكترونية، حيثُ تمت رقمنة عدد من الخدمات العمومية الشيءُ الذي جعل المساطر والإجراءات الإدارية واضحة ومبسطة، بالإضافة إلى كونها عاملاً أساسياً في جعل العلاقة بين المواطن والإدارة أكثر انسيابية وشفافية.
كما لا يفوتني أن أُذكر بالبرنامج الذي أطلقته وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة لتعزيز قدرات الموظفين في المجال الرقمي، برنامجٌ يستهدفُ 10000 موظفة وموظف على المستوى المركزي والجهوي، هدفه مواكبة الإدارة المغربية وضمان تدبير أكثر نجاعة وفعالية للخدمات العمومية.
يصطدمُ ورش التحول الرقمي بإكراهات عديدة على رأسها الفجوة الرقمية، ما السبيل لتقليص هذه الأخيرة وتجاوزها؟
لا شك أن الفجوة الرقمية تبقى أهم تحدٍ أمام الحكومات بمنطقتنا العربية. حينما نتحدث عن الفجوة الرقمية، فإننا نتحدث عن ذلك التفاوت الغير عادل في الوصول إلى التكنولوجيا.
في المملكة المغربية نولي اهتماماً خاصاً لإشكالية الفجوة الرقمية، حيث وضع المخطط الوطني لتنمية الصبيب العالي والعالي جدا على رأس أهدافه تغطية 10740 منطقة قروية وجبلية بتقنيات الجيل الرابع، وقد تمت تغطية 7450 منطقة بحلول يناير/كانون الثاني الماضي. كما تمت المصادقة على "مبادرة VSAT " التي ترمي إلى تغطية المناطق التي تصعب تغطيتُها بالشبكات الأرضية بالشبكات المستعملة للأقمار الاصطناعية.
كيفَ تقيمون السيدة الوزيرة زيارتكُم للإمارات العربية المتحدة، ومشاركتكم في القمة العالمية للحكومات بدبي؟
هي زيارةٌ مثمرة بلا شك، تباحثت مع كل من عمر بن سلطان العلماء، وزير الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي بالإمارات العربية المتحدة، حول السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي بين بلدينا في مجال الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
تباحثت كذلك مع عهود خلفان الرومي، وزيرة التطوير الحكومي والمستقبل، حول السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي في مجال رقمنة الخدمات العمومية.
كما عقدتُ الخميس جلسة عمل مع حمد المنصوري، المدير العام لهيئة دبي الرقمية، حيث استعرضنا المسار المتميز للتحول الرقمي الذي انخرطت فيه إمارة دبي خلال العقدين الماضيين وهو ما حقق نسبة رضا من قبل المواطنين فاقت 90 في المائة خصوصاً فيما يتعلق برقمنة الخدمات العمومية.
وخلال لقاءاتي مع عدد من المسؤولين الإماراتيين تقاسمنا أسس الممارسات الجيدة بما من شأنه تعزيز التنسيق والتشاور في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
خلال هذه الزيارة تعرفتُ على مدى التطور الذي بلغتهُ الإمارات العربية المتحدة بفضل الرؤية النيرة لقيادتها. ولعل المميز في العلاقات التي تجمع المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة كونها علاقات استراتيجية وأخوية تمتدُ لعقود وتجمعُ قيادة وشعبي البلدين الشقيقين.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA= جزيرة ام اند امز