4 سنوات على "سارين الغوطة".. جرائم حرب سوريا بلا محاسبة
شهود عيان يروون مآسي هجوم السارين بغوطة دمشق: "لا يمكن الثقة في عدم استخدام نظام الأسد الغاز مجددا وسنكون خائفين دائما"
"كأن الأمر أشبه بالجحيم.. كان الوضع هادئا في المستشفى على الرغم من وجود جميع الناس.. كان الجميع يبكي من الغاز ومن النظر للجثث.. كانت ممتلئة بالكامل وكان الناس ممددين على الأرض.. لقد خطوت تقريبا على جثث صديقي.. لم أدرك حتى أنه كان هو".. بهذه الكلمات المؤلمة تذكر الناشط نور عدن أحداث الغوطة التي وقعت في 21 أغسطس/آب 2013.
- مأساة السارين.. سوري يدفن 19 من أسرته
- منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تؤكد استخدام غاز الخردل شمال سوريا
وقال لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، إنه "منذ 4 سنوات هرع المئات إلى المستشفى -بعد حدوث غارة جوية في الساعات المبكرة- مصابين بأعراض مثل التشنجات والاختناق وسعال الدم وتسرب رغوة من الفم".
وفي أثناء ذلك الوقت -والحديث للناشط السوري- كان الأطباء قد اعتادوا منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على علاج الصدمات وجروح الصراع، ولكن الطاقم الطبي لم يعرف كيف يعالج أولئك المرضى الذين لا يظهر عليهم أي علامات إصابات واضحة.
كما سقط الأطفال مثل الذباب أمامهم، وهو أمر أكده المحققون الدوليون فيما بعد أنه ناتج عن استخدام غاز السارين، وهو عامل كيميائي يستهدف الجهاز العصبي المركزي.
ثمة غموض حتى الآن حول عدد القتلى، فتتراوح التقديرات ما بين 281 و1.729 شخصاً، ومع ذلك يتفق الجميع على أن الغوطة الشرقية كانت واحدة من أسوأ الحوادث الكيميائية في التاريخ الحديث.
وقالت الصحيفة إن صور مقتل عائلات بالكامل ووجود حلقات داكنة حول أفواههم وتلوي وجوههم في ألم، أمر أثار غضبا في جميع أنحاء العالم، وحينها قال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إن النظام السوري تجاوز "الخط الأحمر"، كما تم اقتراح التدخل العسكري في مشروع قانون لم يصل إلى مرحلة التصويت في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ.
كذلك يتذكر هجوم الغوطة الشرقية الطبيب قسّام عيد، الذي عالج المصابين، قائلاً: "إنه عادة عندما يحدث أمر سيئ تلتئم الجراح وتتلاشى الذكريات السيئة مع مرور الوقت، ولكن على خلاف الأمور السيئة التي حدثت في حياته وهي كثيرة، إلا أنه كلما مر الوقت دون حدوث أي مساءلة أو توقف هذه الهجمات يصبح الأكثر إيلاما، موضحا أن كل هجوم كيميائي جديد ضد المدنيين يذكره بأن العالم أو النظام لا يعاملونهم كبشر".
وبينما لم تلقِ "منظمة حظر الأسلحة الكيمائية" اللوم صراحة على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، أنكر الأسد دوره فى الهجوم، ملقياً اللوم على المعارضة، على الرغم من أنه لا يوجد أي قوة قتالية أخرى في سوريا قادرة على شن مثل هذا الهجوم الضخم.
ومع ذلك، منذ ذلك الوقت أبلغ مراقبو الحرب مثل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع عشرات من هجمات الكلور وعلى الأقل هجوم كبير بالسارين.
وفي إبريل/نيسان من العام الجاري تعرضت قرية خان شيخون لهجوم بالسارين أدى إلى مقتل حوالي 130 مدنيا، ما أدى مجددا إلى مطالبات بمحاسبة الأسد على تسميم شعبه بالغاز.
وعلق الناشط نور عدن بأنه حتى تنتهي الحرب سيستمر الناس في العيش وسط حالة من الخوف، موضحا أن هناك نوعا مختلفا من الخوف في الغوطة الآن، موضحا أنهم يسمعون أصوات قدوم الطائرات ويخشون التعرض للقصف، ولكن المواد الكيميائية صامتة، فلا يعرف الشخص أنه يموت حتى يتمكن من شم الغاز، وحينها يكون الوقت قد تأخر جدا.
وأشار إلى أنه لا يمكن الثقة في عدم استخدام نظام الأسد الغاز مجددا "وسنكون خائفين دائما"، موضحا أنهم تُركوا في نهاية المطاف لمواجهة ما يحدث في سوريا بمفردهم "والتاريخ لن يحكم على العالم بلطف".
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg جزيرة ام اند امز