سجن "جلبوع".. حصن إسرائيل "المنيع" يتكسر على صخرة "الهروب الهوليوودي"
كثيرا ما وصف سجن "جلبوع" في إسرائيل بالحصن الذي "يتمتع بأقصى درجات الأمن"، إلا أن ذلك تكسر على صخرة هروب 6 أسرى فلسطينيين منه في عملية هوليوودية جذبت اهتمام العالم إلى طريقة تنفيذها.
وعودة إلى تاريخ إنشائه، فقد افتتح سجن "جلبوع" عام 2004 بعد أن تم بناؤه وفق مفهوم أمني حديث وصارم، ويرتبط كل جناح فيه بغطاء بالمجمع المركزي، لذلك فهو في أقصى درجات الأمن"، بحسب ما تذكر سلطة السجون الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية".
واستنادا إلى سلطة السجون الإسرائيلية، فإنه "في أعقاب انتفاضة الأقصى في ذلك الوقت، كانت هناك حاجة لإنشاء أماكن اعتقال إضافية للسجناء الأمنيين، وأدى ذلك إلى توسيع سجن شطا وافتتحت منشأة "شطا ب"، التي سرعان ما انفصلت عن الوحدة الأم "شطا"، وتحولت إلى سجن مستقل "جلبوع"، على اسم الجبل المرتفع الذي أقيمت عليه".
من جهتها، فقد أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أنه "تم بناء السجن بشكل مناسب، كل ما فيه يسمى "آمن"، وجدرانه مصنوعة من 66 طنًا من الخرسانة المصبوبة، أي ثلاثة أضعاف ما هو قائم في سجن عادي".
وأضافت في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "يوجد في الجزء السفلي من كل زنزانة إجراءات من المفترض أن تمنع إمكانية حفر الأنفاق".
غير أنها أشارت إلى مشكلة وجود "جيوب هوائية" في أرضية السجن، في هذه الحالة، استغل السجناء ذلك لحفر نفق والهروب".
ولفتت الصحيفة إلى أن "السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان المعتقلون قد تلقوا المساعدة في الهروب، ومن قدم هذه المساعدة".
مسؤول سابق في سلطة السجون الإسرائيلية قال للصحيفة: "لقد حصلوا على الأرجح على الكثير من المساعدة خارج السجن من أجل الهروب".
وتابع: "هذا الهروب ليس هروبًا عفويًا، إذ يتطلب التخطيط لأسابيع وحتى شهور، ولكي يكون ناجحًا، كما كان للأسف، يجب أن يكون هناك عامل خارجي يساعدهم".
وأردف قائلا: "من خلال متابعتي لطبيعة الهروب، من الواضح أنه لم يكن لديهم مساعدة داخلية".
ومع ذلك فإن فرضية أن يكون المعتقلون حصلوا على مساعدة من داخل السجن ما زالت قيد التحقيق.
وقالت الصحيفة: "حتى لو تم بالفعل استبعاد احتمال قيام موظفي مصلحة السجون بمساعدة السجناء الهاربين، فمن الواضح أنهم فشلوا في العديد من النقاط وبالتالي سمحوا بالفرار".
وكانت تقارير إسرائيلية قالت إن المعتقلين استخدموا ملعقة مهربة في عملية حفر النفق من الزنزانة إلى خارج السجن.
وتساءل مصدر استخباري إسرائيلي: "كيف تمكن الستة من حفر النفق إلى خارج السجن دون أن يعلم أحد بذلك، وكيف تمكنوا من فتح فتحة خروج بالقرب من جدران السجن دون أن يلاحظ أحد".
المصدر الاستخباري قال للصحيفة الإسرائيلية: "هناك مشكلة كبيرة في الجانب الاستخباراتي، كيف يحدث الوضع الذي يتم فيه حفر نفق لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات، ولا تصل معلومة إلى أي مخبر استخباراتي؟".
وأضاف: "كان من المفترض أن يعرف شخص ما".
وفي حادث أقرب لأفلام الهروب في السينما التي جذبت انتباه الجمهور بحبكة تفاصيلها، تمكن ستة أسرى فلسطينيين يوم الإثنين الماضي، من تحويل الخيال لقصة واقعية.
فقبل يومين، استفاقت أجهزة الأمن الإسرائيلية على هروب ستة أسرى من سجن شديد الحراسة، عبر نفق، في وقت بدأت فيه عمليات تفتيش واسعة النطاق.
عملية فرار يبدو أنها كانت محبوكة جيدا، "فالفحص الأولي أظهر أن الهاربين الستة كانوا في نفس الزنزانة، وأنهم حفروا نفقا بطول عشرات الأمتار"، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "هآرتس" العبرية.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز